207

इम्ताअ अस्माअ

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

संपादक

محمد عبد الحميد النميسي

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

प्रकाशक स्थान

بيروت

بعدي. فقال: نعم. فخرج حتى قتل ومثل به. ودفن هو وحمزة [(١)] ﵁ في قبر واحد. وولي تركته رسول اللَّه ﷺ فاشترى لابنه [(٢)] مالا بخيبر، فأقبلت أخته حمنة بنت جحش. فقال لها رسول اللَّه ﷺ: يا حمن! احتسبي، قالت: من يا رسول اللَّه؟ قال: خالك حمزة، قالت: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، غفر اللَّه له ورحمه، هنيئا له الشهادة! ثم قال لها: احتسبي، قالت: من يا رسول اللَّه؟ قال: أخوك، قالت: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، غفر اللَّه له ورحمه، هنيئا له الشهادة، ثم قال لها: احتسبي، قالت: من يا رسول اللَّه؟ قال: مصعب بن عمير، قالت وا حزناه!! وفي رواية أنها قالت: وا عقراه!! فقال ﷺ: إن للزوج من المرأة مكانا ما هو لأحد! ثم قال لها: لم قلت هذا؟ قالت: يا رسول اللَّه، ذكرت يتم بنيه فراعني.
فدعا رسول اللَّه ﷺ لولده أن يحسن عليهم الخلف، فتزوجت طلحة فولدت له محمد بن طلحة، فكان أوصل الناس لولدها. وكانت حمنة خرجت يومئذ إلى أحد مع النساء يسقين الماء.
طلوع رسول اللَّه ﷺ على أصحابه في الشّعب
وطلع رسول اللَّه ﷺ على أصحابه في الشّعب بين سعد بن عبادة وسعد بن معاذ يتكفأ في الدرع [وكان ﷺ إذا مشى يتكفأ تكفؤا] [(٣)]- وقد بدن وظاهر بين درعين- وكان يتوكأ على طلحة بن عبيد اللَّه، فما صلى الظهر يومئذ بأصحابه إلا جالسا. وقد حمله طلحة ﵁ حين انتهى إلى الصخرة- حتى ارتفع عليها. ثم مضى إلى أصحابه ومعه النفر الذين ثبتوا معه، فلما رأوهم ولوا في الشعب ظنا أنهم من المشركين، حتى جعل أبو دجانة يليح إليهم بعمامة حمراء على رأسه فعرفوه، فرجعوا أو بعضهم. وكانوا الذين ثبتوا معه ﷺ وطلعوا وهو بينهم إلى الشعب- أربعة عشر: سبعة من المهاجرين وسبعة من الأنصار.
سرور المسلمين بسلامة رسول اللَّه ﷺ
فسروا برسول اللَّه ﷺ حتى كأنهم لم تصبهم في أنفسهم مصيبة، وبينا هم

[(١)] حمزة: خال عبد اللَّه بن جحش.
[(٢)] في (المغازي) «لأمه» ج ١ ص ٢٩١.
[(٣)] زيادة للبيان، وهي صفة مشية النبي ﷺ وذلك أنه كان «إذا مشى كأنما ينحط من صبب» راجع (صفة الصفوة لابن الجوزي) ج ١ ص ١٥٦ صفة رسول اللَّه ﷺ وص ٢١٣ من هذا الكتاب.

1 / 169