خلع الجاكتة ففاحت رائحة الأوراق المالية من الجيب الداخلي، كرائحة المستشفى: مزيج من العرق والأنفاس اللاهثة المريضة. حركت رأسها الناحية الأخرى، فناولها كأسا وهو يقول: هذا نبيذ مصري يسمونه «عمر الخيام». إنه أحسن نبيذ في العالم. ما رأيك؟
ردت بصوت فاتر: لا أعرف، فأنا لم أذق لا النبيذ المصري ولا غير المصري.
نظر في عينيها السوداوين الحزينتين ثم قال: لي فلسفة خاصة في الحياة، وهي أن أعيش الحياة يوما بيوم، لا أفكر في الأمس، ولا في الغد. وعليك منذ الآن أن تفعلي مثلي.
قالت بهدوء: لي فلسفة أخرى.
ضحك بصوت عال: المرأة الجميلة لا تحتاج إلى فلسفة.
لم تضحك. مد يده وأمسك يدها ولثمها: بهية، أنا أحبك، ألا تعرفين معنى الحب؟
ردت بصوت واضح: لا.
حوطها بذراعيه وضغط بصدره على صدرها، وأحست دقات قلبه سريعة، وبيده اليسرى أمسك يديها الاثنتين، وباليد اليمنى بدأ يفك أزرار ثوبها. دفعته بقدمها القوية فسقط على الأرض. نهض وهو يحملق فيها بدهشة. كانت دهشتها أشد. جلس على مقعد بجوار المدفأة وأطرق لحظة ثم قال: يبدو أنني أخطأت. كنت أظن أنك تحبينني.
ردت بدهشة: من أين أتاك هذا الظن؟
قال بلهجة الأستاذ: أنا أفهم المرأة.
अज्ञात पृष्ठ