इस्लामी साम्राज्य और पवित्र स्थान
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
शैलियों
ذكرت أن المفكرين قديرون على تصور الفكرة المجردة لذاتها، وأنها تتمثل لبصائرهم في صورة واضحة كوضوح الصورة المادية في نظر سواد الناس، وهم يسمون بالفكرة عن أن تلبس اللباس المادي سموا كبيرا، بل هم يرون في إلباسها هذا اللباس حدا منها وتضييقا لآفاقها، يصلان في كثير من الأحيان إلى إفسادها.
فكيف يرضون عن النزول بها في الأماكن المقدسة، وفي غير الأماكن المقدسة إلى أن تصور صورة مادية؟
وكيف يسكتون على ذلك ولا يحاربونه؟
ثم كيف يحض الحاكمون وأولو الأمر عليه ويشجعونه؟
لم لا يصنع المفكرون ما صنع النبي العربي حين طمس الصور التي كانت على جدران الكعبة، وحين حطم الأصنام القائمة فيها؟
لا أراني بحاجة إلى القول بأن السمو إلى مقام الرسالة أمر غير ميسور، إلا لمن اختارهم الله لها.
وأزيد على ذلك أن أولي الأمر ليسوا دائما من المفكرين الذين يسمو تفكيرهم إلى مقام التجريد وتمثل الفكرة في حيويتها الذاتية غير كاسية ثوب المادة.
وسيان منهم من سموا إلى هذا المقام ومن لم يسموا إليه، هم جميعا ينظرون إلى أمور الحكم بعين الواقع لا بعين التجريد والبصيرة المطلقة من قيود هذا الواقع.
وهم يقدرون أن الرسول النبي العربي قد عفى على ما وجد بالكعبة من الآثار حتى لا يبقى لعبادة الأصنام في النفوس أثر.
أما وقد بلغ الأمر من ذلك مداه، ولم تبق لهذه العبادة في النفوس باقية، فلتكن معاني الحكم قريبة من متناول إدراك السواد حتى يطمئن الناس إلى هذا الحكم ويرضوا عنه. ومن أسباب الرضا أن تقرب إلى أذهانهم المعاني النفسية في صور مادية؛ ولذا أنفق عبد الملك بن مروان وغيره من الملوك والأمراء وبالغوا في الإنفاق على عمارة الأماكن المقدسة، حتى يصل بها الفن إلى أبهى صور الجمال والجلال.
अज्ञात पृष्ठ