इस्लामी साम्राज्य और पवित्र स्थान
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
शैलियों
لم يبق لهذه النفائس اليوم أثر بالحجرة، لأن تقلب الأحوال والنظم السياسية على الحجاز في هذا القرن العشرين أدى إلى نقلها إلى حيث توجد اليوم.
القبر النبوي، والروضة، والمسجد النبوي، هذه هي المجموعة المقدسة التي تلي في نظر المسلمين الكعبة بيت الله الحرام. وهي لا ريب مجموعة لا نظير لها بين الآثار الإسلامية في قيمتها التاريخية وفي قيمتها الفنية. (5) المسجد الأقصى
تناولت الفصول السابقة إلمامات سريعة عن الأماكن المقدسة بالحجاز، وننتقل الآن إلى فلسطين، لنتحدث عن أماكنها المقدسة، وأولها المسجد الأقصى.
والمسجد الأقصى من الأماكن المقدسة عند المسلمين، لكنه يرجع في تاريخه إلى عهد قديم سبق الإسلام والمسيحية واليهودية جميعا، وهو في سبقه الأديان الثلاثة، يشبه الكعبة وإن لم يكن له قدمها. والمسجد الأقصى يقوم على الصخرة التي كان يقوم عليها هيكل سليمان، وقد روي عن رسول الله أنه قال: «إن الله أوحى إلى داود، أن ابن لي بيتا أذكر فيه.» فخط داود خطة بيت المقدس، فإذا تربيعها بدار رجل من بني إسرائيل، فسأله داود أن يبيعه إياها فأبى، فحدث داود نفسه أن يأخذها، فأوحى إليه الله أن يا داود أمرتك أن تبني لي بيتا أذكر فيه، فأردت أن تدخل في بيتي الغصب، وليس من شأني الغصب، وإن عقوبتك ألا تبنيه. قال : يا رب فمن؟ ولدي؟ قال: ولدك. وبناه سليمان بن داود.
وتذهب بعض الروايات إلى أن داود أقام بيتا صغيرا للعبادة، وأن سليمان هو الذي أقام الهيكل من بعده. وفي رواية أخرى، أن البيت الذي أقيم على الصخرة المقدسة يرجع في تاريخه إلى ما قبل داود، ولعله نسب إلى الملائكة أو إلى آدم كما نسب بناء الكعبة.
وبنى سليمان الهيكل على الصخرة المقدسة التي اختارها أبوه بوحي من ربه، بناه فخما على طراز هياكل المصريين القدماء، فجعل له بابا رفيع العمد، وجعل له من وراء الباب بهوا فسيحا تقوم فيه العمد، ثم جعل من وراء البهو قدسا للأقداس. وكما اتخذ طراز المصريين في نظام البناء اتخذ طرازهم في جلاله وفخامته وعظمته. ولم يكن عجبا أن يبني سليمان على الطراز المصري الفرعوني، وكثيرا ما كانت مصر تغير على فلسطين وتخضعها لحكمها، هذا إلى أن البلاد المشاطئة للجانب الشرقي من البحر الأبيض المتوسط - مصر وفلسطين وفينيقيا واليونان - كانت دائمة الاتصال في شئونها التجارية والفنية والثقافية.
احتراق الهيكل
كانت مصر حاكمة فلسطين قبل داود وسليمان، وقد استقلت فلسطين عن مصر في عهدهما، ثم عادت بعد وفاة سليمان إلى مصر في عهد الفرعون شيشاك، وحكمت فارس فلسطين بعد ذلك، فاحترق بيت المقدس واحترق الهيكل أثناء حكمها، ثم أقام حاكم الإقليم بيت المقدس بأمر كسرى، ثم أقام الهيكل من غير أن يجعله في مثل جلاله وعظمته يوم أتم سليمان تشييده.
كان حريق الهيكل في سنة 586 قبل الميلاد، وقد أعيد بناؤه في سنة 520 قبل الميلاد. وأهديت إليه حاملات الشمع والمباخر المصنوعة من الذهب، فعوضته بعض الشيء عما أصابه بعد بانيه الأول.
استقر اليهود بفلسطين من بعد موسى، واتخذوا من هيكل سليمان معبدهم والمكان المقدس لشعائرهم، وإذ كانت فلسطين معرضة لغزو مصر وغزو الروم، فقد حصنوه أكمل تحصين، وقووا عمارته وأكثروا من النفائس المهداة له، بذلك أصبح قلعة ومعبدا في آن واحد، وقد حاصر الإمبراطور الروماني بومبي بيت المقدس في سنة 63 قبل الميلاد فصمدت له، وكان حصن الهيكل المقدس من الحصون المنيعة التي قاومته، صحيح أنه انتهى إلى إخضاعها، لكن مقاومتها كانت ذات خطر حين الحصار من ناحية، ومهدت للثورة بالحكم الروماني بعد ذلك بقليل من ناحية أخرى.
अज्ञात पृष्ठ