Ima'ta al-Fudala' bi Tarajim al-Qurra' fi ma ba'd al-Qarn al-Thamin al-Hijri
إمتاع الفضلاء بتراجم القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري
प्रकाशक
دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
शैलियों
سلسلة علم القراءات والتجويد (٢)
إمتاَعُ الفُضَلاء بتَراجِم القرّاء
فِيما بَعدَ القَرن الثامِن الهِجري
تأليف
إلياس بن أحمد حسين بن سليمان البرماوي
مُدرس القرآن الكريم والتجويد بالمسجد النبوي الشريف
تقديم
فَضيلة المقرئ الشيخ محمَّد تميم الزّعبي
مدرس القراءات العشر الصغرى والكبرى في المدينة المنورة
الجزء الأول
ويتميز بتخصيص تراجم قرّاء المدينة المنورة
الناشر
دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع
अज्ञात पृष्ठ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 2
قال الله تعالى ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ [فاطر: ٣٢]
وقال رسول الله ﷺ "أشراف أمتي حملة القرآن"
قال الإِمام الشاطبي رحمه الله تعالى:
جزى الله بالخيرات عنا أئمة ... لنا نقلوا القرآن عذبًا وسلسلًا
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى:
وبعد: فالإنسان ليس يشرف ... إلا بما يحفظه ويعرف
لذاك كان حاملوا القرآن ... أشراف الأمة أولى "الإحسان
وإنهم في الناس أهل الله ... وإن ربنا بهم يباهي
وقال في القرآن عنهم وكفى ... بأنه أورثه من اصطفى
1 / 3
تقديم فضيلة الشيخ محمَّد تميم الزعبي مدرس القرآن والقراءات العشر الصغرى والكبرى بالمدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، حمد الشاكرين، القائل: ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾.
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمَّد، القائل: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وعلى آله وأصحابه الذين حملوا الأمانة وأدوا الرسالة بعده ﷺ على الوجه الذي تلقوه من نبيهم ﷺ، ورضي الله عنهم أجمعين، أما بعد:
فإن من أسباب حفظ القرآن الكريم أن هيأ الله له رجالًا صادقين مخلصين من الصحابة ومن بعدهم إلى يومنا هذا غرس في قلوبهم حب القرآن، والحرص على حفظه وتلقيه وأدائه وتلقينه لمن بعدهم، فكان منه في كل عصر من يستحق على أهل العلم أن يدونوا أخبارهم وجميل مآثرهم ونشر مطوى أوصافهم؛ لأنه إذا لم تقيد أسماؤهم في دفاتر
1 / 5
المآثر، نثرتها الأيام في مطوى العدم:
إذا ما روى الإنسان أخبار من مضى ... فتحسبه قد عاش من أول العمر
وقد ألف في تراجم القراء خاصة عدة مؤلفات آخرهم العلامة ابن الجزرى رحمه الله تعالى المتوفى عام ٨٣٣ هـ في كتابه العظيم "غاية النهاية في طبقات القراء" ثم اختصره تلميذه.
ولم أقف فيما أعلم على كتاب يختص بذكر ترجم القراء بعد ابن الجزرى، إلا ما هو منثور في كتب التراجم في كل قرن من القرون:
١ - الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع، للحافظ السخاوى، المتوفى عام ٩٠٢ هـ.
٢ - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، للإمام الشوكاني، المتوفى عام ١٢٧٠ هـ.
٣ - الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة للإمام الغزي.
٤ - النور السافر في أخبار القرن العاشر، للشيخ عبد القادر عيدروس.
٥ - خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادى عشر، للإمام المحبي،
1 / 6
المتوفى عام ١١١١ هـ.
٦ - سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، للإمام المرادي.
٧ - عجائب الآثار في التراجم والأخبار/ للشيخ عبد الرحمن الجبرتي، المتوفى عام ١٢٣٦ هـ.
٨ - حلية البشر في أعيان القرن الثالث عشر، للبيطار المتوفى عام ١٣٣٥ هـ، إضافة إلى الكتب في تراجم أعيان المدينة المنورة ومكة المكرمة ومعجم المؤلفين والأعلام وطبقات المفسرين والفقهاء الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة، وغيرهم إلى عصرنا الحاضر، فما من كتاب في تراجم الرجال إلا في ثناياه عدد من القراء، ولكن على الباحث أن ينقب عنهم مع الجهد الذي ليس بالكبير.
وإن ممن وفقه الله تعالى لجمع تراجم ما بعد القرن الثامن من عهد ابن الجزري إلى الآن أخانا الشيخ الفاضل إلياس بن أحمد حسين بن سليمان البرماوي، حيث اجتهد في جمع ما توصل إليه من تراجم المشايخ الذين يصدق عليهم صفة القارئ أو المقرئ وهو أن يكون عاقلًا مسلمًا مكلفًا ثقة مأمونًا ضابطًا خاليًا من أسباب الفسق ومسقطات المروءة، فالقارئ من أفرد إلى ثلاث روايات، والمنتهى من نقل أكثرها.
فلو حفظ كتابًا في القراءات، امتنع اقراؤه بما فيه إن لم يشافهه ويقرأ بضمنه مسلسلًا إلى النبي ﷺ، لأن في القراءات شيئًا لا يحكم إلا
1 / 7
بالسماع والمشافهة.
وقد قسم المؤلف الكتاب إلى جزئين، الجزء الأول في تراجم المعاصرين، أو قراء المدينة المنورة من أهله الذين سكنوها أو أقاموا بها من غيرها.
والجزء الثاني في تراجم غير أهل المدينة من عهد ابن الجزري إلى العصر الحاضر بما وصل إليه.
ومما يلاحظ أن:
١ - أن معظم تراجم الجزء الأول، من كتابة المترجم لهم أو إملائهم أو شافههم، فعُهْدةُ ما فيها من معلومات على عاتق أصحابها؛ لأنه قد يطلع عليها أهل الاختصاص، فيقول: إن فلانًا لم يقرأ على فلان، أو إن فلانًا لم يجز فلانًا، أو إنه قرأ عليه بعض القرآن ... الخ، فالناس مؤتمنون على ما يقولون.
٢ - وقد يذكر في ترجمة أحدهم مشايخ لم يلقهم إلا في مقاعد الدراسة في المعاهد والجامعات، وهذا لا تقوم به حجة في التلقي والأخذ؛ لأن من شرط قراءة القرآن كما هو المعول عليه عند العلماء الضابطين، أن يقرأ القرآن من أوله إلى آخره كلمة كلمة وحرفًا حرفًا، مع التجويد والإتقان، وعلم بما يقرأ إن كان يقرأ القراءات.
1 / 8
وأما القراءة في المعاهد والجامعات من غير تلق من أفواه الشايخ الضابطين، فهذا مما لا يعتد به في صحة السند المتصل إلى رسول الله ﷺ.
لذا فإن ذكر بعض المترجمين لشيوخهم في القراءات لا يعني بالضرورة القراءة عليهم، يعلم هذا من له أدنى بصيرة ومن له علم بحال المترجم لهم.
٣ - اقتصر المؤلف على ما وصل إليه، ولم يذكر ما له وما عليه، كما هي عادة المصنفين في التاريخ والتراجم، ويدل على ذلك ما قاله السخاوى في مقدمة كتابه الضوء اللامع جـ ١ ص ٦: (ثم ليعلم أن الأغراض في الناس مختلفة، والأعراض بدون القياس في المحظور مؤتلفة، ولكن لم آل في التحرى جهدًا، ولا عدلت عن الاعتدال فيما أرجو قصدًا .. إلى أن قال: وقال غيروا حد ممن يعتد بكلامه وتمتد إليه الأعنان في سفره ومقامه: من زكيته فهو المعدل ومن مرضته فالضعيف المعلل. اهـ.
والمؤلف معذور كما تقدم وقلت إن التراجم غالبها بخط أصحابها، فقد ذكر المؤلف ما وصل إليه، وطوى غالبًا ذكر من لم يكن يعلم ما له وما عليه، وحسب الطالب أن يقتصر على من وصلت إليه قوته وحوله، كما يعلم أن ما لا يدرك كله لا يترك جله، وإن كنت أرجو من أن يقول
1 / 9
كلمة الحق في السخط والرضا، وقد قيل.
ألا ليقل من شاء ما شاء إنما ... يلام الفتى فيما استطاع من الأمر
والأمل فيمن نظر فيه ورأى ركاكة نثره وقوافيه أن يرحم بحسن التأويل جامعه، والأولى أن يلتمس له عذرًا، ويسبل على ما بدا له منه سترًا.
- هذا ولا ينبغي أن تقف همة ذوي الهمم عند حد ما وضعه، فقد يجد الباحث من عهد ابن الجزري إلى العصر الحاضر تراجم أخرى، ولكن بذل المؤلف جهده والله تعالى يثيبه على ذلك إنه لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وأخيرًا، أسأل الله العظيم أن ينفع بهذا الكتاب الدارسين والمختصين في علوم القرآن والأسانيد، ويعرفوا ولو لمحة بسيطة -عن الذين نقلوا القرآن من لدن الصحابة الكرام حتى وصل إلينا غضًا طريًا كما أنزل والله تعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله على سيدنا محمَّد صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين.
وكتبه
محمَّد تميم الزعبي
المدينة المنورة ٢٣/ جمادي الآخرة/ ١٤١٩ هـ
1 / 10
مقدمة المؤلف
الحمد لله القائل: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ وخص لحفظه رجالًا يفنون حياتهم ويضحون بأوقاتهم لحفظه وتعلمه وتعليمه ونشره بين الخاصة والعامة والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله القائل "أشراف أمتي حملة القرآن" وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان الذين نقلوا لنا القرآن عذبًا وسلسلًا كما تلقوه من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف.
"وبعد" فهذا هو الكتاب الثاني من "سلسلة علم القراءات والتجويد" وهو كتاب يتحدث عن تراجم القرآء في الماضي والحاضر.
وقد أسميته: إمتاع العقلاء بتراجم القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري.
والله أسأل أن يتقبل مني هذا العمل وأن يبارك فيه، وإني أدعوا إخواني الحفاظ وأهل القراءات ممن يحملون الأسانيد والإجازة في القرآن والقراءات بأن يبحثوا في رجال أسانيدهم وأن يتعرفوا على تراجمهم، وخاصة في تراجم القراء الذين بعد ابن الجزري .. وهكذا حتى تكتمل لدينا تراجم القراء كلهم بقدر المستطاع بإذن الله تعالى، وإني لا أدعي
1 / 11
بأني استقصيت جميع القراء أو معظمهم، بل ما قمت به إنما هو تراجم لعدد قليل من القراء الذين لا يحصرهم العد في الأرجاء المعمورة.
وصلى الله على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم
المؤلف
إلياس بن أحمد حسين بن سليمان برماوي
مدرس القرآن الكريم والتجويد بالمسجد النبوي الشريف
1 / 12
المنهج في الكتاب
أما المنهج الذي اتبعته في هذا الكتاب فهو:
١ - أبدأ الترجمة باسم الشهرة لصاحبها في أول الصفحة.
٢ - ثم أذكر اسم صاحب الترجمة كاملًا.
٣ - ثم أذكر تاريخ ولادته.
٤ - ثم أتحدث عن حياته العلمية باختصار.
٥ - ثم أذكر بعض شيوخه وماذا تلقى عنهم، وذكرى للشيوخ لا يعني أن المترجم قرأ على كل شيوخه القرآن والقراءات، بل ذكرت كل من كان له دور في تدريسه وتعليمه من قرآن وحديث وتفسير ولغة وبلاغة .. الخ
٦ - ثم أذكر بعض تلاميذه وماذا تلقوا عنه.
٧ - ثم أذكر مؤلفاته، وكذلك تحقيقاته.
٨ - ثم أذكر سنة وفاته إن لم يكن من المعاصرين.
٩ - حاولت أن ألتزم بما سبق في الجزء الأول إلا النادر -وهو قليل- وذلك لعدم توفر المعلومات الكافية عن المترجم.
١٠ - لم أتقيَّد في الجزء الثاني بما تقيدت به في الجزء الأول، وذلك
1 / 13
لصعوبة توفر المعلومات الكافية عن المترجم، ولكن إن وجدت المعلومات وضعتها كالجزء الأول.
١١ - لقد خصصت الجزء الأول لتراجم قراء المدينة المنورة، والجزء الثاني عام من سائر الأقطار.
١٢ - يتحدث هذا الكتاب عن المقرئ (١) والقارئ (٢)، وقد يتحدث عمن دونهما، وذلك لعلمه وفضله وجهوده في نشر وتعليم كتاب الله ﷿.
١٣ - ما بين معقوفين هكذا () من إضافة المؤلف، كذلك إذا ذكر في الكتاب كلمة (قلت) فما بعدها من زيادات المؤلف على المصدر مع توثيق الزيادة.
١٤ - أكثر من ترجمت لهم من شيوخ وعلماء القراءات، فبعضهم وصل إلينا إسناده (٣) وبعضهم لم يصل.
_________
(١) المقرئ: هو العالم بالقراءات والروايات ويرويها مشافهة اهـ بتعرف من منجد المقرئين ص ٣.
(٢) القارئ: إما أن يكون مبتدئًا، وإما أن يكون منتهيًا، فأما المبتدئ: فهو من شرع في الإفراد إلى أن يفرد ثلاثًا في القراءات، وأما المنتهى: فهو من نقل من القراءات أكثرها وأشهرها أهـ المصدر السابق. وقد عكس ذلك صاحب كتاب "القراء والقراءات بالمغرب" انظر ص ٥٩.
(٣) وانظر أسانيد بعضهم في كتاب "غاية المسرة بمعرفة أسانيد القراء المعاصرة في المدينة المنورة" للمؤلف.
1 / 14
١٥ - لقد التزمت بأن يكون المترجم له من أواسط القرن التاسع إلى يومنا هذا، أي من هم بعد ابن الجزري، وذلك لندرة من كتب تراجمهم وجمعهم في كتاب مستقل.
١٦ - جعلت فهرسًا منفردًا للقراء المعاصرين الذين ما زالوا على قيد الحياة.
تنبيه:
بعض التراجم الموجودة في هذا الكتاب والتي هى من إملاء أصحابها تكون على عهدتهم في ذلك، فقد يلاحظ القارئ أن فيها معلومات لبعض من يعرفهم -غير التي عرفها عنهم سابقًا، فلا يلام الكاتب على ذلك لأنه نقل وذكر ما ذكره المترجم له فصحة ذلك من عدمها راجع إليه وفي عهدته، وهو المسؤول على ما يقول عن نفسه.
والحمد لله رب العالمين.
1 / 15
أبو الحسن (١)
هو الشيخ أبو الحسن بن زكريا بن حسن العتيقي.
ولد في كفر السودان، مركز دسوق -كفر الشيخ بمصر، عام ١٩٤٨ م ثمانية وأربعين وتسعمائة وألف من الميلاد.
حياته العلمية:
ألحقه والده منذ صباه في كُتَّابه الذي يقرئ فيه والده، فقرأ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم من الشاطبية بطريقة الكتابة على اللوح، وظل كذلك في الكتاب حتى حفظ القرآن عام ١٩٥٩ م تسعة وخمسين وتسعمائة وألف من الميلاد، ثم تلقى القراءات السبع والعشر من طريقي الشاطبية والدرة وأجيز فيها بالسند المتصل إلى سيدنا محمَّد ﷺ.
ثم انتقل إلى كفر الدوار محافظة البحيري، والتحق بجمعية تنمية المجتمع لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده، وعمل فيها مدرسًا للقرآن الكريم لمدة خمس سنوات.
_________
(١) أفدناه من المترجم بطلب منا.
1 / 16
التحق بمعهد القراءات بدمنهور عام ١٩٨٢م اثنتين وثمانين وتسعمائة وألف من الميلاد، حيث درس فيه القراءات العشر الصغرى والكبرى وعلم الرسم والضبط والفواصل، والحديث والتفسير والفقه والعربية وغيرها، وحصل على إجازة التجويد عام ١٩٨٣م ثلاثة وثمانين وتسعمائة وألف من الميلاد، كما حصل على شهادة عالية القراءات عام ١٩٨٦م ستة وثمانين وتسعمائة وألف من الميلاد.
ثم ارتحل إلى الديار المقدسة عام ١٩٨٧م سبعة وثمانين وتسعمائة وألف من الميلاد، الموافق عام ١٤٠٧هـ سبعة وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية، وظل في مدينة جدة لمدة ستة أشهر، ثم ارتحل إلى المدينة المنورة في السنة نفسها وعمل موظفًا في مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة الصحف الشريف بالمدينة المنورة، إضافة إلى تدريس القرآن الكريم بالمسجد النبوى الشريف.
ثم انتقل عمله إلى المدرسة الأوزبكية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، وقام فيها بتدريس القرآن الكريم لمدة ما يقارب أربع سنوات.
وفي ١/ ٧/ ١٤١٨هـ الأول من شهر رجب الحرام عام ثمانية عشر وأربعمائة وألف من الهجرة، التحق بمجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف، مرة أخرى وعمل فيه مراقبًا للنص القرآني.
شيوخه:
١ - والده الشيخ زكريا بن حسن العتيقي، حفظ على يديه القرآن
1 / 17
الكريم، وقرأ عليه عدة ختمات برواية حفص عن عاصم من الشاطبية.
٢ - الشيخ عبد الله البوهي، من قرية شباس الملح.
٣ - الشيخ سيد أحمد أبو حطب، من محلة مالك.
٤ - الشيخ سيد عبد الحي مادي، من كفر السودان.
٥ - الشيخ محمَّد عبد الحميد أبو رواش أربعتهم قرأ عليهم القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم من الشاطبية.
٦ - الشيخ أحمد عبد السلام، من بلدة السالمية.
قرأ عليه ختمه بالقراءات السبع من طريق الشاطبية.
٧ - الشيخ الفاضلي، المدرس بالمسجد الإبراهيمي.
قرأ عليه القرآن الكريم كاملًا بالقراءات العشر الصغرى من طريقي الشاطبية والدرة.
ومن شيوخه في المعهد، هم:
٨ - الشيخ محمَّد داود.
٩ - الشيخ صبحي الجمل.
١٠ - الشيخ أحمد خليفة.
١١ - الشيخ سعد جبريل.
ولا يزال الشيخ -يحفظه الله- يقرئ القرآن الكريم، أطال الله في عمره وأحسن عمله وخاتمته. إنه سميع مجيب.
1 / 18
أحمد سعيد (١)
هو الشيخ أحمد أحمد سعيد
ولد في قرية الشُّبُول التابعة لمركز المنْزَلة محافظة الدَّقَهْليَّة.
في يوم الاثنين ١٢/ ٨/ ١٣٥٥هـ الثاني عشر من شهر شعبان عام خمسة وخمسين وثلاثمائة وألف من الهجرة الموافق ١٦/ ١/ ١٩٣٥م السادس عشر من شهر يناير عام خمسة وثلاثين وتسعمائة وألف ميلادية.
حياته العلمية:
نشأ ﵀ في أسرة كريمة رقيقة الحال، حيث توجه منذ نعومة أظفاره إلى كتاتيب القرية حيث تعلم القراءة والكتابة والحساب وحفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين، فحفظ في قرية الشُّبول قصار سور جزء عم على زوج خالته وصهره الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحمن النقيب والشيخ عبده جلال، ثم أتم حفظ جزء عم على إبراهيم الفقي ثم حفظ السور الطوال على الشيخ محمَّد الفقي، ثم ختمه وقرأه كاملًا
_________
(١) أفدناه من ابن المترجم الأخ أيمن بن أحمد أحمد سعيد المدرس بمدارس المنارات بالمدينة المنورة.
1 / 19
عدة مرات على الشيخ عبد الستار النقيب والشيخ حسني شتيوي، ثم قرأ بمدينة المنزلة ختمتين كاملتين:
الأولي: لحفص عن عاصم.
الثانية: لنافع المدني.
وبعد أن أتم تعليمه الأوَّلي بالأزهر توجه إلى كلية اللغة العربية قسم القراءات بالأزهر الشريف بالقاهرة، حيث تخصص في القرآن الكريم وقراءاته وعلومه المختلفة.
وقد درس وقرأ في الكلية القراءات العشر من طرق الشاطبية والدرة والطيبة على شيوخه الثقات الأثبات المتصلة أسانيدهم بالرسول ﷺ.
درَّس في جامعة الإِمام محمَّد بن علي السنوسي الإِسلامية في ليبيا مع فضيلة المقرئ الشيخ عبد الفتاح السيد عجمي المراصفي (١) يرحمه الله.
عمل واعظًا بوزارة الأوقاف الليبية، وكان قارئًا للقرآن الكريم بالقصر الملكي ثم القصر الجمهوري الليبيي، وكان قارئًا للقرآن الكريم يوم الجمعة بالمسجد العتيق ببنغازي ليبيا وقارئًا بالإذاعة والتلفزيون الليبي كذلك.
درس بمدرسة أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم منذ عام ١٣٧٩ هـ
_________
(١) المترجم له في هذا الكتاب.
1 / 20
سبعة وتسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة. ثم بمتوسطة الإِمام نافع الليثي وثانوية الإِمام عاصم بن أبي النَّجود لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة.
انتدب مدرسًا في كلية التربية جامعة الملك عبد العزيز فرع المدينة المنورة.
- عُيّن إمامًا لمسجد بلال بالمدينة المنورة (١).
كان ﵀ متبحرًا في علوم شتى يشهد بذلك من تلقى منه العلم وقرأ عليه فقد كان عالمًا بالتجويد والقراءات كلها محررًا لها أدق تحرير.
كما كان على دراية بالوقف والابتداء عالمًا برسم القرآن وضبطه وعده حافظًا لمتون التجويد والقراءات وعلومها.
كما كان ﵀ عارفًا بعلوم اللغة، حافظًا كثيرًا من متونها، قوي الحجة عذب المنطق عارفًا بأصول الخطابة.
كما كان ﵀ يستحضر المتشابه في القرآن الكريم بطريقة عجيبة تثير الدهشة فما من سائل يسأله عن آية إلا ويذكرها له ويحدد
_________
(١) وكان الشيخ ﵀ -قد وهبه الله صوتًا جميلًا شجيًا نديًا خاشعًا يأخذ بمجامع القلوب والنفوس- من سمعه لا يمل من قراءته، يتمنى السامع أن لا ينقطع من القراءة لسلاسة القراءة مع مراعاة التجويد وحسن الوقف والابتداء. وكم اهتدى خلق كثيرون لا يصلون ورقت قلوبهم لقراءته ولانت. كذا أخبرني ابنه الأكبر حفظه الله.
1 / 21