ها ها، لقد فقدت الصواب بلا ريب يا ساتني، أتنكر الجحيم؟ ولكننا نعتقد بوجود الجحيم.
ساتني :
كيف ذلك؟
يوما :
ألا ترى الشمس إذا مالت للغروب احمر لونها؛ لتعرضها للهيب الجحيم عندما تعلوه، هلا نظرت فيأتيك بصرك باليقين؟ (تضحك)
آلهة مصر لا وجود لها!
ساتني :
نعم لا وجود لها، وما معابدنا إلا مرابط للأنعام والماشية من كل حيوان قذر حقير، أو منازل لأنصاب وأزلام لا تسمع ولا تعي فكيف لها تعبدين؟ صدقيني يا يوما فما عهدتني من الكاذبين، إني أهواك ولا أود أن أراك من الهالكين، وما افتداؤك أكاذيبهم بنفسك بنافعهم شيئا، وما تضرين إلا نفسك لو كنت تعلمين، وما كانت مياه النيل طالبة ضحية حتى تفيض فيضها العميم ، وسواء قدمت لها فداء أم لم تقدمي فهي فائضة، تلك سنة النيل من قديم، لا تذهبي ضحية لأكاذيبهم يا يوما واربأي بنفسك أن تكوني من الخاسرين. إني لا أقوى على بعدك فمن لي بمن يقنعك باليقين؟ أتذكرين إذ سرت في طريقهم وبه جعرانان ميتان، ولم أتنح عنهما، أأصابني أذى، أم أدركتني على زعمهم المنون؟ أليس في بقائي حيا بين يديك برهان مبين؟ إني أكاد أفقد صوابي إذ أراك معرضة عما أقول، ففيم تفكرين؟ أين عقلك؟ أين فهمك؟ ألا تسمعين؟
يوما :
إني لا أسمع إلا صوت قلبي.
अज्ञात पृष्ठ