197

ईमान

الإيمان: رواية تاريخية مصرية

शैलियों

خشيت أن لا يصدقني أحد.

مييريس :

ما أسعد حظك يا يوما! إنك لا تدرين مبلغ ما أصابني من الألم بعد أن ذهب من نفسي إيمانها، وتزعزعت فيها معتقداتها، وخاب في الثواب والمآب رجاؤها، وقد خجلت من نفسي كيف خدعوها بترهاتهم وأباطيلهم تلك السنين الطويلة، ومع ذلك، فماذا أفادني الآن ظهور الحق وبطلان تلك الأباطيل؟ خلا قلبي من الإيمان بها، فأصبح كدار أصابها حريق فأمست خالية خاوية لا يرى فيها إلا أطلال ورماد (تمسح دموعها)

أراني كامرئ جائع فاته الطعام ولا يجد ما يسد به رمقه، أو ظامئ منع الماء فلم يرو غليله، أو عار نزعت عنه ثيابه فلا يجد ما يستره، كنت عمياء البصر، فأصبحت روحي أيضا عمياء، فمن لي بشعاع من نور الأمل، يضيء به روحي؟ من لي ولو بأمل كاذب، يحل محل الأمل الخائب؟

يوما :

ما لك والكاذبين؟ تناسي ما سمعته، واذكري ما لقنتك أمك، إذا كانوا حطموا آلهتنا في تماثيلها، فأحيي أنت ذكرها في قلبك، ألا بذكرها تطمئن القلوب.

مييريس :

نعم نعم، سأحيي ذكرها في قلبي، لقد نبهوا عقلي، فزعزعوا معتقدي، فلأخالف عقلي ولأعد إلى آلهتي، فإن لم أستطع الإيمان بها كل الإيمان، فلا أقل من أن أفعل ما يفعل المؤمنون، وإذا كانت آلهتي كاذبة، فلأتمسكن بها حتى يخيل لي أنها من الصادقين، نعم وإني مقدسة تلك الأباطيل، مصدقة تلك الترهات، ممجدة تلك السفاسف، عابدة تلك الصور المشوهة، راكعة أمام تلك النصب الجامدة، ساجدة لتلك الأحجار الهامدة (تركع)

ويلاه لقد كنت ونفسي فارغة منهم كغابة بلا طير، وشجرة بلا ثمر، ونهر بلا ماء ... لا شك أن الإيمان جنة النفوس.

يوما (راكعة) :

अज्ञात पृष्ठ