388

في الليل، فدفن في الحيرة[ (1) ]، وذلك في المحرم سنة سبع وعشرين ومائة[ (2) ].

وثوب أهل دمشق على الوليد بن يزيد وقتله

قال: وذكروا أن يزيد[ (3) ]بن خالد دب في أهله، وتحمل في عشائره، فاجتمع أمرهم على الوليد بن يزيد، فبينما هم يدبرون أمرهم، إذ انطلق ساع إلى الوليدقال له: أدلك على يزيد بن خالد؟قال: نعم. فبعث الوليد مولى له، وأمره أن يكمن النهار، ويسير الليل، حتى أتى دمشق ليلا، ويزيد مختف بدمشق، في منزل رجل عند باب السوق، فاقتحم عليه المنزل فأخذه، وشخص به من ساعته حتى قدم على الوليد، فأمر بالبعث به إلى يوسف بن عمر بالعراق، قال له يزيد: يا أمير المؤمنين، أنا أدفع لك الخمسين ألف ألف التي طلبت من خالد في ثلاث سنين، على أن تكتب إلى الآفاق، بأمان من كانت لي عنده وديعة، وأمان فيه ذمتي وموالي، فقبل منه الوليد ذلك، فأمر بالكتب إلى العراق والحجاز وكور الشام في ذلك، واحتبس يزيد عنده، وجعل عليه القيود والحرس، ثم ارتحل الوليد ومعه خدمته وشرطته، وتواعد أهل اليمن أن يثوروا إذا صلوا العتمة[ (4) ]في المسجد[ (5) ]، وكانت العلامة بينهم أن يلتمس أحدهم صاحبه، فلما تفرق أهل المسجد، خرجوا، فاستخرجوا يزيد بن الوليد من [ (1) ]في الأخبار الطوال: في واسط.

[ (2) ]في ابن الأثير: المحرم سنة 126.

[ (3) ]في الأخبار الطوال: محمد بن خالد. (في شتى مواضع الخبر) .

[ (4) ]العتمة بفتح العين والتاء: العشاء.

[ (5) ]تعتبر حركة اليمانية، وهم الجناح الأساس في السلطة الأموية، أول حركة تمرد ضد خليفة أموي، وتعود ظروف هذا التحرك إلى:

-انحرف الخلفاء الأمويين عن اليمانية منذ يزيد وتقريبهم للقيسية.

-قتل الوليد لخالد بن عبد الله، زعيمهم، والأكثر طاعة وولاء للأمويين. وفي قتله قال الوليد شعرا يحرض على اليمانية (وقيل لغيره) ومما قاله: (ابن الأثير 3/406 الأخبار الطوال ص 348) :

... وطئنا الأشعرين بعز قيس # فيا لك وطأة لن تستقالا

وهذا خالد فينا أسير # ألا منعوه إن كانوا رجالا

عظيمهم وسيدهم قديما # جعلنا المخزيات له ظلالا

فلو كانت قبائل ذات عز # لما ذهبت صنائعه ضلالا

فبعد سماعهم ذلك عظم عليهم وازدادوا حنقا عليه.

पृष्ठ 153