इमामत और राजनीति
الامامة والسياسة
خلوا عن الماء. فقال أبو الأعور: أما والله قبل أن تأخذنا وإياكم السيوف فلا.
فقال الأشعث: أظنها والله قد دنت منا ومنكم. قال: وبعث الأشعث إلى الأشتر أن أقحم الخيل، فأقحمها الأشتر، حتى وضع سنابكها في الفرات، وحمل الأشتر في الرجالة، فأخذت القوم السيوف فانكشف أبو الأعور وأصحابه، وبعث الأشتر إلى علي: هلم يا أمير المؤمنين، قد غلب الله لك على الماء، فلما غلب أهل العراق على الماء ، شمت عمرو بن العاص بمعاوية، وقال: يا معاوية، ما ظنك إن منعك علي الماء اليوم كما منعته أمس؟أتراك ضاربهم كما ضربوك؟فقال:
دع ما مضى عنك فإن عليا لا يستحل منك ما استحللت منه، وإن الذي جاء له غير الماء[ (1) ].
دعاء علي معاوية إلى البراز
قال: وذكروا أن الناس مكثوا بصفين أربعين ليلة: يغدون إلى القتال ويروحون، فأما القتال الذي كان فيه الفناء فثلاثة أيام[ (2) ]. فلما رأى علي كثرة القتال والقتل في الناس، برز يوما من الأيام ومعاوية فوق التل، فنادى بأعلى صوته: يا معاوية فأجابه فقال: ما تشاء يا أبا الحسن؟قال علي: علام يقتتل الناس ويذهبون؟على ملك إن نلته كان لك دونهم؟وإن نلته أنا كان لي دونهم؟ أبرز إلي ودع الناس، فيكون الأمر لمن غلب. قال عمرو بن العاص: أنصفك الرجل يا معاوية. فضحك معاوية وقال: طمعت فيها يا عمرو[ (3) ]، فقال عمرو:
والله ما أراه يجمل بك إلا أن تبارزه. فقال معاوية: ما أراك إلا مازحا، نلقاه بجمعنا.
[ (1) ]وفي ذلك يقول النجاشي:
كشف الأشعث عنا # كربة الموت عيانا
ويقول عمرو بن العاص شامتا بمعاوية:
أمرتك أمرا ففسخته # لرأي رأى ابن أبي سرحة...
وقد شرب القوم ماء الفرات # وقلدك الأشعث الفضحة
[ (2) ]وهي: الوقعة المعروفة بوقعة الخميس (وقعة صفين ص 362) وليلة الهرير (وقعة صفين ص 475) .
ويوم الهرير وهو اليوم الأعظم في معركة صفين (وقعة صفين ص 479) .
[ (3) ]والله يا عمرو إن تريد إلا أن أقتل فتصيب الخلافة بعدي، اذهب إليك، فليس مثلي يخدع.
(وقعة صفين ص 316 و388) .
पृष्ठ 126