فَإِن عَارض بقول أبي بكر ﵁ أَنه قَالَ:
" وليتكُمْ وَلست بِخَيْرِكُمْ ".
قيل لَهُ: إِنَّمَا حمله على هَذَا الْكَلَام التَّوَاضُع والإزراء على نَفسه وَإِزَالَة الْعجب عَنْهَا، وَلَيْسَ مِنْهُم أحد إِلَّا وَقد قَالَ مثله وَأعظم مِنْهُ فِي حَال الإزراء على النَّفس وَالْخَوْف عَلَيْهَا، وَذَلِكَ سجية أهل الْخَوْف والتقى لَا يركنون إِلَى شَيْء من أَعْمَالهم وأحوالهم، بل يلزمون أنفسهم الذلة والتواضع. وَمثل ذَلِك قَوْله ﷺ َ -: " لَا تخيروني على الْأَنْبِيَاء وَلَا يَقُولَن أحدكُم أَنا خير من يُونُس بن مَتى ".
وَكَقَوْلِه: " رحم الله أخي يُوسُف لَو لَبِثت فِي السجْن ثمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي لَأَسْرَعت ".
وَكَقَوْلِه: " نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم ".
كل ذَلِك إِنَّمَا قَالَه ﷺ َ - ليقتدي بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَلَا يرفعون من أنفسهم بل يلزمون التَّوَاضُع والإزراء
1 / 268