مولده ودراسته:
... ... ولد (ع) بالمدينة المنورة في سنة 75 ه ، وحين زفت البشرى إلى زين العابدين قام فصلى ركعتين شكرا لله، ثم أخذ المصحف مستفتحا لاختيار اسم مولوده ، فخرج في أول السطر قول الله تعالى: { وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما } (1)، فأطبق المصحف، ثم قام وصلى ركعات، ثم فتح المصحف، فخرج في أول السطر: { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون }(2)، ثم قام وركع، ثم أخذ المصحف وفتحه فخرج في أول سطر: { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم }(3). عندها أطبق زين العابدين المصحف وقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون، عزيت في هذا المولود، إنه زيد" (4). ...
ترعرع زيد في ظل أبيه الإمام زين العابدين الذي انكب على دراسة علوم عصره بالمدينة المنورة حين كانت المدينة آنذاك مركزا لتفسير القرآن ولحركة علمية واسعة؛ حيث كان الصحابة والتابعين يتعرفون على أحكام القرآن ويتفهمون معانيه بحسب ما وصلوا إليه من العلم مع الإدلاء بآرائهم واجتهاداتهم الخاصة. وهكذا اكتسب المعارف النبوية من مصادرها النقية، فتوفرت له بذلك مقومات تربوية رفيعة، وعرف معنى الفضيلة والتربية القويمة، ففتح الله عليه بالعلم حتى قال أخوه محمد الباقر (ع): " لقد أوتي أخي علما لدنيا، فاسألوه فإنه يعلم ما لا نعلم ". وقال لمن سأله عنه : " سألتني عن رجل ملىء إيمانا وعلما من أطراف شعره إلى قدميه، وهو سيد أهل بيته ". وعرفت فيه صفات خلقية عظيمة، حتى صار شامة أهل زمانه وإمام أهل بيت النبوة في وقته عليهم السلام، وعرف في وقته ب " حليف القرآن ".
पृष्ठ 2