وكان بين يديه رطب طبرزد (1) ولم يزل يبكى حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع ، ثم ذهب الصادق من فوره ومعه بشار الى مسجد السهلة ، فصلى ركعتين ودعا (2) فلما خرج جاء الرسول فأعلمه أنها اطلق سراحها ، فاستر لذلك ، وبعث لها بصلة ، وكانت قد أبت أن تقبل من الوالي شيثا وقد أعطاها مائتي درهم وكانت محتاجة (3) وما زال الناس يقصدون المسجد والمحراب ويدعون بذلك الدعاء في طلب الحوائج.
وعلى ضفة نهر الحسينية في كربلاء محراب وعليه بنية ينسب إلى الصادق ولعله صلى في هذا المكان يوم زار الحسين عليه السلام وقد ذكر زيارته للحسين عليه السلام الحسين ابن أبي العلاء الطائي في خبره الطويل الذي أشرنا إليه وقد ذكره ابن طاوس في الفرحة ، والمجلسي في البحار في مزاره ، وفي الحديث ، فقلت له : جعلت فداك بأبي وامي هذا القبر الذي أقبلت منه قبر الحسين؟ قال : اي والله يا شيخ حقا.
وفي الجانب الغربي من بغداد على ضفة النهر شمال جسره الغربي اليوم المعروف بالجسر القديم مكان يعرفه الناس بمدرسة الصادق وليس فيه اليوم أثر بين ولعله أفاد بعض الناس فيه عند مجيئه الى بغداد على عهد المنصور.
ومن الغريب أن الخطيب في تأريخه لم يذكر الصادق عليه السلام فيمن قدم بغداد ، مع أنه ذكر ابنه الكاظم وحفيده الجواد عليهما السلام .
وكفى ما ذكرناه من آثار الصادق في مجيئه الى العراق عند إرسال السفاح والمنصور عليه وازدياد شأن أهل البيت به ، والعود يذكو بالاحراق.
أقول : ولعل هذا الرطب سمي بالطبرزد لشدة حلاوته أو لتشابه الطعم بالسكر ، ولعله ما يسمى اليوم عندنا بالطبرزل وهو من جيد الرطب.
पृष्ठ 130