فسئل عن أحاديث فأجاب فيها وأملاها، ثم بعد ذلك ابتدأ يحدّث"""١".
وقال الدَّارَقُطْنِيّ أيضًا: ""كُنَّا ببغداد يوما جلوسًا في مجلس اجتمع فيه جماعة من الحفاظ يتذاكرون، وذكر الدَّارَقُطْنِيّ أبا طالب الحافظ، وأبا بكر الجِعَابي وغيرهما، فجاء رجل من الفقهاء فسأل الجماعة: من روى عن النبي ﷺ: "جعلتْ لِيَ الأرض مسجدًا، وجعلت تربتها لنا طهورًا" فقال الجماعة: روى هذا الحديث فلان وفلان، وسَمّوْهم، فقال السائل: أريد هذه اللفظة:"وجعلت تربتها لنا طهورًا".
فلم يكن عند واحد منهم جواب، ثم قالوا: ليس لنا غير أبي بكر النيسابوري، فقاموا بأجمعهم إلى أبي بكر، فسألوه عن هذه اللفظة، فقال: نعم، حدثنا فلان ... وساق في الوقت من حفظه الحديثَ، واللفظة فيه"""٢".
وقال الخطيب البغدادي: ""وكان حافظا متقنا عالما بالفقه والحديث معًا مُوثَّقا في روايته"""٣".
وقال أبو بكر النيسابوري نفسه ليوسف بن عمر بن مسرور:
""تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟ ثم قال: أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن، أيش لمن زوجني!!، ثم قال في أثر هذا: ""ما أريد إلا الخير"""٤".