٣ - "شرح مختصر ابن الحاجب في الفقه":
وقد شَرحَهُ شرحًا عظيمًا، حتى قال الحافظُ قطبُ الدِّين الحلبيُّ: لم أرَ في كُتُبِ الفقه مثلَه (١)، قال فيه في مقدِّمته: وحُقَّ أن نشرحَ هذا الكتابَ شرحًا يُعِين الناظرينَ على فكِّ لفظِه، وفَهْمِ معانيه على وجهٍ يَسْهُلُ للماهر مساغُه وذوقُه، ويرفعُ القاصدَ فَيُلْحِقه بدرجة مَنْ هو فوقَه، ويَسْلُك سبيلَ معرفتِه ذُلُلًا، ويُدْرِكُ به ناظرُه من وضوحه أَمَلًا (٢).
قال ابن فرحون: ذكر لي شيخُنا أبو عبد اللَّه بن مَرزوق: أنَّه بلغهُ أنَّ الشيخَ تقيَّ الدين وصل في شرح ابن الحاجب إلى كتاب الحج. والذي وقع لي منه إلى آخِر التيمُّم، وأظنُّه بلغَ إلى كتاب الصلاة (٣).
* * *
_________
(١) انظر: "تذكرة الحفاظ" للذهبي (٤/ ١٤٨٢).
(٢) انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (٩/ ٢٣٧). وقد أثبت السبكي خطبة ومقدمة الإمام ابن دقيق لكتابه هذا، وفيها تظهر المَلَكة الأدبية والعلمية لهذا الإمام، وهي حقيقة بالقراءة والمطالعة، فلتنظر في موضعها للإفادة منها.
(٣) انظر: "الديباج المذهب" لابن فرحون (ص: ٣٢٥). وللإمام ابن دقيق ﵀ غير ذلك من المؤلفات النافعة، فمن أراد الوقوف على أسماء مؤلفاته مجموعة، فلينظر مقدمة الدكتور عامر حسن صبري لكتاب "الاقتراح"، واللَّه ولي التوفيق.
مقدمة / 29