٣ - العِزُّ بنُ عبد السلام: شيخُ الإسلامِ، وحيدُ عَصْرِه، وسُلطان العلماءِ، عبدُ العزيزِ بنُ عبد السلام، أبو محمد السُّلَميُّ، الدمشقيُّ، ثم المِصْري، الشافعيُّ.
بَرَعَ في الفقه والأصول، ودرَّسَ وأفتى وصَنَّف، وبلغَ رتبةَ الاجتهاد، وانتهت إليه رئاسةُ المَذهب مع الزهد والورع، والأمرِ بالمعروف والنهي عن المُنكر، والصَّلابة فِي الدين.
قال عنه الشيخُ ابنُ دقيق: كان ابنُ عبد السلام أحدَ سلاطينِ العلماء، ويقال: إنَّ ابنَ دقيق هو أولُ مَنْ لقَّبه بـ: سلطان العلماء.
ويحكى أنَّ ابنَ عبد السلام كان يقول: ديارُ مِصْر تفتخرُ برجلين في طَرفيها: ابنُ منيِّرٍ بالإسكندريَّة، وابنُ دقيق العيد بقُوص. توفي سنة (٦٦٠ هـ) (١).
٤ - الفَخْرُ بنُ البُخَاري: مُسْنِدُ الدُّنيا، أبو الحسن علي بنُ أحمد بن عبدِ الواحد، الفخرُ بنُ البخاريِّ السَّعْدي، المقدسيُّ الصالحيُّ، الحنبليُّ.
طالَ عمُره، ورحلَ الطلبةُ إليه من البلاد، وأَلْحَقَ الأسباطَ بالأجدادِ في عُلوِّ الإسناد، وقد تفرَّد في الدنيا بالرواية العالية.
قال الذهبيُّ: قال شيخُنا ابنُ تيميةَ: ينشرِحُ صَدْري إذا أدخلتُ ابنَ
_________
(١) انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (٨/ ٢٠٩)، و"طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (٢/ ١٠٩)، و"العبر" للذهبي (٥/ ٢٦٥)، و"البداية والنهاية" لابن كثير (١٣/ ٢٣٥).
مقدمة / 23