182

وارحم شبابك من عدو ترحم

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى

حتى يراق على جوانبه الدم

والظلم من شيم النفوس فإن تجد

ذا عفة فلعلة لا يظلم

ومن البلية عذل من لا يرعوي

عن جهله وخطاب من لا يفهم

ومع هذا فإنك لا تتمالك من الإنكار على الشاعر خلط هذه النفائس بتلك الخسائس.

وأقبح من كل ذلك تشببهم بما لم يشرعه الله، ولم يسق إليه الطبع، ولم يفش قبلهم في شعر الجاهليين وإنما هو بدعة اقتبسوها بملابسة المدنية الجديدة، فما أوغل إمامهم أبو نواس في ذلك النهج البذيء حتى هبوا إلى تحديه.

والظاهر أن ذلك التراخي كان مندمجا بروح العصر فانتهجه الشعراء، وسلك مسلكهم صفوة الأدباء كالبديع الهمذاني والحريري، وسموه أحماضا كأنه فكاهة مستملحة يتطلبها كل أديب أريب؛ ولهذا قال الحريري في مقدمة كتابه: «وما قصدت بالأحماض فيه إلا تنشيط قارئيه».

अज्ञात पृष्ठ