إلى كل زوجة
ويليق بنا أن ننقل هنا ونحن نتحدث عن الزوجة المثالية،وصية أمامة بنت الحارث التغلبية لابنتها أم إياس ابنة عوف ليلة زفت إلى بعلها، لما تشتمل عليه من الآداب الزوجية الراقية، ومما يلفت النظر أن هذه التعاليم الزوجية المهمة لم تصدر عن خريجة كلية أو جامعة،وإنما صدرت عن امرأة عربية صقل الدين مواهبها،وأذكى فطرتها،وأنضج تفكيرها،وفي هذا دلالة واضحة على ما أحدثه الدين الإسلامي في البيئة العربية من تيقظ حس،وتفتح فكر،ونضوج عقل، وعلى أن الإسلام وهو في أول أدواره التربوية يصنع مثل هذه الزوجة المثالية:
وإليك الوصية:
(أي بنية لو استغنت امرأة عن زوج بفضل أبيها لكنت أغنى الناس عن ذلك، ولكن للرجال خلقنا كما خلقوا لنا.
بنية:إنك فارقت الحي الذي منه خرجت، والعش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه،وقرين لم تألفيه،أصبح بملكه عليك مليكا، فكوني له أمة يكون لك عبدا،واحفظي خلالا عشرا يكن لك ذكرا وذخرا:
أما الأولى:فالصحبة بالقناعة،فإن في القناعة راحة القلب.
والثانية:حسن المعاشرة،فإن فيها مرضاة الرب.
والثالثة:المعاهدة لموضع عينه،فلا تقع عيناه منك على قبيح.
والرابعة:التفقد لموضع أنفه،فلا يشم أنفه منك إلا طيب الريح.
والخامسة:التعاهد لوقت طعامه،فإن حرارة الجوع ملهبة.
والسادسة:التفقد لحين منامه،فإن تنغيص نومه مكر به.
والسابعة:الاحتفاظ ببيته وماله،فإن حفظ المال أصل التقدير.
والثامنة:الرعاية لحشمه وعياله، فإن رعاية الحشم والعيال من حسن التدبير.
والتاسعة: فلا تفشي له سرا، فإنك إن أفشيت له سرا لم يأمن.
والعاشرة: فلا تعصي له أمرا، فإنك إن عصيت له أمرا فقد أوغرت صدره.
واتقي مع ذلك كله الفرح إذا كان ترحا، والاكتئاب إذا كان فرحا، فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير.
पृष्ठ 1