इकमाल मुअल्लिम

Al-Qadi Ayyad d. 544 AH
93

इकमाल मुअल्लिम

شرح صحيح مسلم للقاضى عياض المسمى إكمال المعلم بفوائد مسلم

अन्वेषक

الدكتور يحْيَى إِسْمَاعِيل

प्रकाशक

دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

प्रकाशक स्थान

مصر

शैलियों

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ ولم تدعْ ضرورةٌ إلى ذكر الأطبّ من [هذين] (١) الطبيبين كما دعت مسلمًا ها هنا (٢)، وقد يجوز استرشاد الطبيب الموثوق (٣) بعلمه، المرجوَّ النفع بمداواته، وإن كان هناك أوسَعُ منه علمًا بالطب، ولا يجوز الأخذ برواية الناقص فى العدالة وأن يُقَدَّمَ على رواية الأعدَلِ منه، وقد أجيز التجريحُ للشهود (٤) للضرورة إليه ولم يمنع لكونه غيبةٌ وقال ﷺ. فيمن استُشير فى نكاحه: " إنَّه صُعلوك "، وقال فى الآخر: " [إنه] (٥) لا يضع عصاه عن عاتقه " (٦). ولم ير ذلك غيبة لمَّا كان مستشارًا [فى] (٧) النكاح، ودعَتِ الضرورةُ إليه، وقد اعتذر صاحب الكتاب عن نفسه فى ذلك أَنَّ القصدَ بيانُ منازلهم اتباعًا لقول النبى ﷺ: " أنزلوا الناس منازِلهم " والذى قلناه أبْسَط. قال القاضى- ﵀: حديث: " أنزلوا الناس منازلهم " الذى ذكره مسلم عن عائشة عن النبى ﷺ ولم يسنده، أسنده أبو بكر البزَّار فى مسنده، عن ميمون بن أبى شبيب عن عائشة، عن النبى ﷺ، وذكره أبو داود فى مصنَّفه عن ميمون بن أبى شبيب أيضًا: أن عائشة مَرَّ بها سائلٌ فأعطته كسرةٌ ومر بها رجل [آخر] (٨) عليه ثيابٌ فأقعدته فأكل، فقيل لها فى ذلك، فقالت: قال رسول الله ﷺ: " أنْزِلوا الناسَ منازِلهم ". قال البزَّار: وهذا الحديثُ لا يُعْلمُ عن النبى ﷺ إلا من هذا الوجه، وقد رُوى عن عائشةَ من غير هذا الوجه موقوفًا (٩). ومعنى الحديث بيّنٌ فى إيتاء كل ذى حقٍّ حقَّه، وتبليغه منزلته فى كل باب، كما احتجَّ به مسلم فى تطبيق الرواة وتعريف مراتبهم، ومزية بعضهم على بعض إلا ما ساوى الله بينهم فيه من الحدود والحقوق.

(١) فى المعلم: ذينك. ولا وجه لها هنا. (٢) زيدت بعدها فى ت لفظة: " ولا سيما ". (٣) فى ت: الموثق. (٤) فى المعلم: للمتهم. (٥) ساقطة من ت. (٦) الحديث جزء أخرجه مسلم فى ك الطلاق عن فاطمة بنت قيس، لما ذكرت لرسول الله ﷺ أن معاوية ابن أبى سفيان وأبا جهم خطباها، فقال لها رسول الله ﷺ: " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، أنكحى أسامة بن زيد " ٣/ ٦٩٢، وسيرد إن شاء الله فى حينه. (٧) ساقطة من ت. (٨) ساقطة من الأصل. (٩) أبو داود فى سننه، ك الأدب، ب فى تنزيل الناس منازلهم ٤/ ٢٦١، وقال أبو داود: " ميمون لم يدرك عائشة "، وذكره السخاوى فى المقاصد وقال: " ورواه ابن خزيمة فى صحيحه، والبزار وأبو يعلى فى مسنديهما، والبيهقى فى الأدب، والعسكرى فى الأمثال، قال: " مداره عندهم على ميمون، فالحديث منقطع " ثم قال: " وبالجملة فحديث عائشة حسن " ٩٣. وفى الكشف للعجلونى قال: " ورواه الخرائطى فى مكارم الأخلاق عن معاذ بلفظ: " أنزلوا الناس منازلهم من الخير والشر " ١/ ٢٤١. وفى اللآلئ: " وأعله أبو داود بأن ميمون لم يدرك عائشة، ورُدَّ عليه بأن ميمونًا هذا كوفى قديم، أدرك المغيرة، والمغيرة مات قبل عائشة، ومجرد المعاصرة كاف عند مسلم ".

1 / 99