مالك بن أنس ، ومن قال بقوله من أهل المدينة ، وزعموا أن الجماعة التي تجب اتباعها ولزم الحجة من قولها جماعة أهل المدينة . واحتجوا لذلك بأنها دار مجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وبها قام بعد مجرته إلى أن قبض صل الله عليه وآله وسلم . فأهلها فيما زعموا أعلم الناس بسنته ، والذي هم عليه فإنما أخذوء عنه شفاها وعيانا . قالوا وبها كانت الأثمة الراشدون بعده، وأكابر جمهور الصحابة الذين كانوا يشاهدون رسول الله صل الله عليه وآله، وبينهم كان يستن سنته ويقعى قضاياه ، فهم فى ذلك على خاصة من الناس . وذهب بعضهم إلى أن قولهم كله وإن لم يسندوه فلم يقولوا منه إلا ما سمعوه ورأوه. وقال آخرون منهم أما ما أسندوه فهو مسند، وأما ما رأوه رأيا، فهم وغيرهم من أهل البلدان فيه سواء، فيقال للذين احتجوا بكون النب صلى القه عليه وآله فيهم إن كون النبيين صلى الله عليهم أجمعين في المواضع التي يكونون بها ليس مما يفضى به بالفضل لجميع أهلها .
وإنما يقضى بذلك لمن اتبعهم وامتدى (535) بهداهم من أهل مواضعهم ومن غيرها . ومن لم يتعهم من أهل مواضعهم فهو وغيره من هو فى مثل حاله بالسوية ، لاختلاف بذلك بين الأمة ، وإذا كان كذلك فليس المواضع حجة فى الفضل . وإنما الحجة فيه أمله . فهم يوجبون فنل البلد لا البلد يوجب فضاهم . وهذا ما يسقط ذكر البلد فى حجة الفضل ، وينت حجة أهله . وإذا كان ذلك كذلك بطل احتجاجهم بالبلد.
पृष्ठ 95