اسْتُعْمِل " مُرْ " على الأصل دون أخويه١؛ لأنَّه أقل استعمالًا منهما، قال الله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصَّلاَةِ﴾ ٢.
ومن هذا القبيل حذف همزة " أفْعَل التفضيل " في قولهم: هو خيرٌ من هذا وشرٌّ من ذاك. والأصل: أخْيَر، وأشرُّ. وربما استعملا كذلك٣.
وقال أيضًا بعض العرب في التعجب: ما خَيْرَ هذا٤.
وقد شبه بعض العرب بخُذ وبابه الأمر من " أتى " فقال:
تِ لي آل زيد وانْدُهْم لي جَمَاعَةً ... وَسَلْ آلَ زَيْدٍ أيُّ شَيْءٍ يَضِيْرُهَا٥
١ قال سيبويه في الكتاب ١/٢٦٦: " ولا يحملهم إذا كانوا يثبتون فيقولون في " مُرْ " أومر أن يقولوا في " خُذْ " أوخذ. وفي " كُلْ ": أوكل. فقف على هذه الأشياء حيث وقفوا ثُمَّ فَسِّرْ ". وانظر المراجع السابقة.
٢ من الآية ١٣٢ من سورة طه.
٣ جاء في التصريح ٢/١٠٠-١٠١: " وأمَّا خيرٌ وشرٌّ في التفضيل فأصلهما أخير وأشرر، فحذفت الهمزة بدليل ثبوتها في قراءة أبي قلابة ﴿مَن الْكَذَّاب الأَشَرُّ﴾ بفتح الشين وتشديد الراء، وقول الشاعر: بلال خيرُ الناس وابنُ الأخْيَرِ
واختلف في سبب حذف الهمزة منهما فقيل: لكثرة الاستعمال، وقال الأخفش؛ لأنَّهما لَمَّا لم يشتقا من فعلٍ خُولِف لفظهما، فعلى هذا فيهما شذوذان حذف الهمزة وكونهما لا فعل لهما ". وينظر شرح الكافية الشافية ٢/١١٢٧، وشرح التسهيل لابن مالك ٣/٥٣، والمساعد ٢/١٦٧، وشفاء العليل ٢/١٠٩، والارتشاف ٥/٢٣٢٠، والهمع ٢/١٦٦، والأشموني ٣/٤٣، والدرر ٢/٢٢٤.
٤ لم أعثر عليه في مراجعي.
٥ هذا بيت من الطويل ولم أقف له على نسبة في المراجع التي بين يدي. وورد غير منسوب في سر الصناعة ص ٨٢٣، وشرح التصريف للثمانيني ص ٣٧٢، والأمالي الشجرية ٢/٢٠٠، والضرائر لابن عصفور ص ١٠٠. وشرح الملوكي لابن يعيش ص ٣٦٤، والمساعد ٤/١٩١، وشفاء العليل ٣/١١٠٦، والارتشاف ١/٢٤٤، والبحر المحيط ١/١٠١، والهمع ٢/٢١٨، واللسان (أتى) .
والشاهد في البيت هو استعمال " ت " فعل أمر من " أتى " وهو ضرورة. قال ابن =الشجري: (قوله: " فاندهم " أي فأتهم في ناديهم. وقوله: " لي " أي لأجلي) .