350

इहतिरास

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

शैलियों

قال شيخنا: أن الحديث الصادق يكذب كشف -يعني ما روي أن الإيحاء كان على أنحاء- فقد ثبت في صفته أنه يكون لمخاطبة جبريل عليه السلام كما يخاطب الرجل الرجل، وأنه يكون تارة مثل جرس السلسلة على الصفوان، وأنه قد يكون بالإلقاء في الورع، فهذه ثلاثة أقسام قد ثبتت في الحديث الصحيح اتفاقا فقصر الإيحاء على واحد منها بدعوى الكشف قصورا وتلبيس، والله اعلم.

وأما المعترض فادعا ثبوته في سماع العباد لكلام الله تعالى في الأزل مع الجزم بعدم وجودهم هنالك، والجزم بأنه لا ترتب في [188] حروفه وألفاظه المسموعة لهم، وأنهم يسمعونه كما هو عليه قرآنا عربيا غير ذي عوج، وقال بعد ذلك في مسألة القرآن: إن عجز العقل عن إدراك ذلك غير قادح؛ لأنه ليس بالبرهان بل بالكشف والعيان بكسر العين، وما تنبه على أن هذه محالات في نفسها لا أن العقل عاجز عن إدراكها، وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى.

وبالجملة فهذا الرجل التايه الحيران كأنه في بعض المواضع إنما يتكلم مع المجانين والصبيان، ولا يعلم أنه يتكلم مع خصومه الذين يرجع كلامهم ومناظرتهم إلى قانون ....، بل قد تكلم في هذا الموضع وغيره بما لا يقبله الفريقان كالعرقان.

पृष्ठ 396