310

इहतिरास

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

शैलियों

وأما في بعض الروايات من أن فضل هذه الامة على سائر الأمم كفضل الله تعالى علىجميع خلقه فمن إلا كاذيب الباطلة لانقطاع النسبة بين الباري تعالى، وبين خلقه فلا يصح معنى المشابهة أصلا، وقد ذكر ابن حجر هذه الرواية في شرحه على الهمزية، وعلى فرض صحة هذه الرواية . غير قادحة فيما أردناه أصلا لأنا إنما أردنا أن أهل البيت عصمة من الزيف والضلال، وأنهم لا يفارقون الكتاب ما داموا ودام الكتاب بخلاف غيرهم من الأمة، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم من حديث ((أن الله تعالى يبعث ريحا باردة تجيء من قبل الشام، فلا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من الإيمان إلا قبضت روحه، قال: ثم يبقى شرار الناس فيجيئهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الأوثان فيعبدونها)) أخرجه مسلم والحاكم أبو عبد الله، وصححه عن عبد الله بن عمر، وفيه دلالة صريحة إلى أنه يهلك أخيا هذه الأمة عن آخرهم ولا يبقى منهم إلا الأشرار الذين. في عبادة الأوثان فيخرجون بذلك عن الأمة المعصومة، وفي الباب غير ذلك، وقد روي عنه عليه وعلى آله الصلاة والسلام أنه قال: ((لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله)) وفي الباب غيره أيضا، فهذا الذي وقع بصدد الصحابة والذي وقع بصدد الأمة مما ينبه اللبيب المنصف على السر في تكرير الوصية باتباع أهل البيت وكونهم كما وصفهم عليه وعلى آله الصلاة والسلام أمان لمن بايعهم من الزيغ والضلال، بل قد ورد مثل ذلك ي حق علي كم كما سيجيء إن شاء الله تعالى، وقد روى أحمد بن حنبل في المسند أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أعطيت في علي خمسا هن أحب إلي من الدنيا وما فيها، أما واحدة فهو مكاني بين يدي الله عز وجل حتى يفرغ من حساب الخلائق، وأما الثانية: فلواء الحمد بيد آدم، ومن ولد تحته، وأما الثالثة: فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي، وأما الرابعة: فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي، وأمال الخامسة: فإني لست أخشى عليه أن يعوج كافرا بعد إيمان، ولا زانيا بعد احصان)) انتهى، فانظر هذه الخامسة، وانظر لافرق بين الساقي على الحوض والمطرود عن الشرب منه.

وعلى فرض أن الخصم لا يسلم صحة مثل هذا الحديث الشريف، فلا أقبل من اعترافه بأن أهل اليت كما قال في حقهم جدهم صلى الله عليه وآله وسلم قرناء الكتاب إلى ورود الحوض دون غيرهم من الأمة، بل قد نبه صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك حيث الخدري قال: ((بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم، فيبعث الله تعالى رجلا من عترتي أهل بيتي فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما...)) الحديث وهو من الأحاديث الصحيحة [159] عند الخصوم أيضا.

وعلى الجملة فقد تظافرت الأحاديث والأثار بمقتضى ما دلت عليه آية التطهير وآية المودة من عصمة العترة الأطهار، وكون اجماعهم حجة، فلو لم يثبت كون اجماع العترة حجة لكن التالي باطل والمقدم مثله.

पृष्ठ 345