271

इहतिरास

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

शैलियों

الوجة الثالث من الوجوه المنادية بفساد ما أتى به المعترض أنه قال: إن كان الاجماع حجة كما احتجت ب في هذه المطالب فقد ثبتت الإمامة لأب بكر إلخ، وهذا فاسد فسادا ظاهرا إذ لا ملاذ بين كون الاجماع حجة عند المؤلف رحمه الله تعالى وكون إمامة أبي بكر ثابتة، والمؤلف يقول بلسان الحال: كيف تقول يا أخا الأكراد أن الدعوى المجردة عن البرهان غير مسموعة كما حصرت به مرارا فيما سيأتي، فكيف تدعي عنا هذه الملازمة الممنوعة دعوى مجرة فهي غير مسموعة، ثم كيف تقول في مواضع أيضا أن دعوى الاجماع بلا اظهار برهان تلبيس وخذلان، ثم تدعيه هنا دعوى مهدومة البنيان معدومة البيان، ففي حصحيحي ابخاي ومسلم من حديث عائشة في حديث طويل للشيعة فيه مدارة جمة ومدارك مهمة ما لفظه: وكان لعلي وجه من الناس حياة فاطمة فلما ماتت انصرفت وجوه الناس عنه، فقال رجل للزهري: ولما يايعه علي ستة أشهر قال: لا والله ولا أحد من بني هاسم، وبهذا الحديث أيضا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا فاستبديتم علينا، انتهى، والقائل كنا نرى أن لنا في هذا المر حقا هو علي كرم الله وجهه في الجنة كما في الصحيحين المذكورين، وهذا مؤذن بأن دعوى الاجماع قد قهقهرت هاربة، ودعوى الشيعة عدم الرضى من على قد قهقهت هاجبة، وفي بعض الروايات فلما رأي علي انصراف وجوه الناس عنه....... إلى مصالحة أبي بكر، وسيأتي تصريح المعترص بأن عليا علي كرم الله وجهه باب مدينة العلم بالنص، وأن العلم اعم من علم المكاشفة، وعلم المعاملة وحينئذ فاللشيعة أن سيدلوا بقوله علي كرم الله وجهه في الجنة: كنا نرى أن لنا في هذا لأمر حقا على أنه رضي الله عنه عو الإمام الحق بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا فاصل إذ لا يجهل علي كرم الله وجهه إلى هذه الغاية مع كونه باب مدينة العلمين علم المعامل وعلم المكاسفة ، ورأس المكاسفين ورئيسهم كما قال المعترص فيما سيجيء إن شاء الله تعالى، بل ينبغي على هذا أن يكون قوله: نرى أن لنا في هذا الامر حقا إرشادا منه إلى النص وتنبيها على ما يعرفون من استحقاقه، وإنما خرج الكلام مخرج الانصاف وسلك به مسلك الاستدارك للسامع إلى الاعتراف بحقه مع امفي ذلك من البعد عن الدعوى، كثيرا ما يؤتى بمثل هذا العبارة مع كون الأمر المدعي كالشمس في كبد السماء ومنه قوله تعالى: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} على أن الشيعة أن يدعوا أن التنكير في قوله علي كرم الله وجهه في هذا الأمر حقا للتعظيم أي حقا عظيما ظاهرا.

وقوله: نرى من الرؤية العلمية.

पृष्ठ 302