نعم في هذا الكلام المنقول عن مرصاد البيضاوي نظر؛ لأنه مبني على أن المطلق إذا اعتبر في فرد من أفراده كان مجازا، وهذا مما لا يقول به عارف، فاعتبار التلعلق في الكلام الذي زعموا أنه صفة تلله تعالى لا تخرجه عن كونه صفة حقيقة كما اعتقدوه، وإنما غايته أن يكون صفة متعلقة بالفعل، وقد كان شأنها التعلق وزيادة، قيد التعلق لا يوجب الخروج من الحقيقة إلى المجاز، هذا وأنت قد علمت آنفا أن قولهم في تعريف الحكم هو خطاب الله تعالى المتعلق...إلخ، ليس المراد به إلا الذي شأنه التعلق كما مر عن شرح جمع الجوامع.
وبهذا يعلم ما في مذهبهم من الاضطراب، وأنه يلزمهم اتخاذ الحكم والصفة أيضا -أعني أنه يكون الحكم الشرعي نفس صفة الباري تعالى- فليعلم صاحب المرصاد {إن ربك لبالمرصاد}، {وما الله يريد ظلما للعباد}.
पृष्ठ 16