385

من مثله ولا به صدق من نهاه ولا صمد صمده من أشار إليه ولا إياه عنى من شبهه ولا له تذلل من بعضه ولا إياه أراد من توهمه (1) كل معروف بنفسه مصنوع وكل قائم في سواه معلول (2) بصنع الله يستدل عليه وبالعقول يعتقد معرفته وبالفطرة تثبت حجته (3) خلقة الله الخلق حجاب بينه وبينهم (4) ومفارقته إياهم مباينة بينه وبينهم وابتداؤه إياهم دليل على أن لا ابتداء له لعجز كل مبتدإ عن ابتداء غيره وأدوه إياهم دليل على أن لا أداة له لشهادة الأدوات بفاقة المؤدين.

فأسماؤه تعبير وأفعاله تفهيم وذاته حقيقة وكنهه تفريق بينه وبين خلقه وغيره تحديد لما سواه فقد جهل الله من استوصفه وقد تعداه من استمثله وقد أخطأه من اكتنهه (5) ومن قال كيف؟ فقد شبهه ومن قال لم؟ فقد علله ومن قال متى؟ فقد وقته ومن قال فيم؟ فقد ضمنه ومن قال إلام؟ فقد نهاه ومن قال حتام؟ فقد غياه ومن غياه فقد غاياه ومن غاياه فقد جزأه ومن جزأه فقد وصفه ومن وصفه فقد ألحد فيه ولا يتغير الله بتغير المخلوق كما لا يتحدد بتحديد المحدود.

أحد لا بتأويل عدد ظاهر لا بتأويل المباشرة متجل لا باستهلال رؤية باطن لا بمزايلة مباين لا بمسافة قريب لا بمداناة لطيف لا بتجسم موجود لا بعد عدم فاعل لا باضطرار مقدر لا بجول فكرة مدبر لا بحركة مريد لا بهمامة شاء لا بهمة مدرك لا بمجسة سميع لا بآلة بصير لا بأداة لا تصحبه الأوقات ولا تضمنه الأماكن ولا تأخذه السنات ولا تحده الصفات ولا تقيده الأدوات

سبق الأوقات كونه والعدم وجوده والابتداء أزله بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له ، (6)

والأول باطل لما يلزم منه القول بتعدد القدماء وقد ثبت بطلانه.

والثاني يبطله الاقتران والحاجة والافتقار لما ألمحنا إليه آنفا وحينئذ يثبت القول الثالث وهو المطلوب.

पृष्ठ 399