فتنة فلا أعرف فتنة أعظم من ولايتك عليها ولا أعلم نظرا لنفسي وولدي وأمة جدي أفضل من جهادك فإن فعلته فهو قربة إلى الله عز وجل وإن تركته فأستغفر الله لذنبي وأسأله توفيقي لإرشاد أموري.
وقلت فيما تقول إن أنكرك تنكرني وإن أكدك تكدني وهل رأيك إلا كيد الصالحين منذ خلقت فكدني ما بدا لك إن شئت فإني أرجو أن لا يضرني كيدك وأن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك على أنك تكيد فتوقظ عدوك وتوبق نفسك كفعلك بهؤلاء الذين قتلتهم ومثلت بهم بعد الصلح والأيمان والعهد والميثاق فقتلتهم من غير أن يكونوا قتلوا إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقنا بما به شرفت وعرفت مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.
أبشر يا معاوية بقصاص واستعد للحساب واعلم أن لله عز وجل كتابا ( لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) وليس الله تبارك وتعالى بناس أخذك بالظنة وقتلك أولياءه بالتهمة ونفيك إياهم من دار الهجرة إلى الغربة والوحشة وأخذك الناس ببيعة ابنك غلام من الغلمان يشرب الشراب ويلعب بالكعاب لا أعلمك إلا قد خسرت نفسك وشريت دينك وغششت رعيتك وأخزيت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل وأخفت التقي الورع الحليم.
قال فلما قرأ معاوية كتاب الحسين عليه السلام قال لقد كان في نفسه غضب على ما كنت أشعر به.
فقال ابنه يزيد وعبد بن أبي عمير بن جعفر أجبه جوابا شديدا تصغر إليه نفسه وتذكر أباه بأسوإ فعله وآثاره.
فقال كلا أرأيتما لو أني أردت أن أعيب عليا محقا ما عسيت أن أقول إن مثلي لا يحسن به أن يعيب بالباطل وما لا يعرف الناس ومتى عبت رجلا بما لا يعرف لم يحفل به صاحبه ولم يره شيئا وما عسيت أن أعيب حسينا وما أرى للعيب فيه موضعا إلا أني قد أردت أن أكتب إليه وأتوعده وأهدده وأجهله ثم رأيت أن لا أفعل.
قال فما كتب إليه بشيء يسوؤه ولا قطع عنه شيئا كان يصله به كان يبعث إليه في كل سنة ألف ألف درهم سوى عروض وهدايا من كل ضرب.
احتجاجه صلى الله عليه وآله بإمامته على معاوية وغيره وذكر طرف من مفاخراته ومشاجراته التي جرت له مع معاوية وأصحابه
عن موسى بن عقبة (1) أنه قال : لقد قيل لمعاوية إن الناس قد رموا أبصارهم إلى الحسين عليه السلام
पृष्ठ 298