يكون لك بيت من زخرف تعطينا منه وتغنينا به فلعلنا نطغى، وأنك قلت لنا: " كلا إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى " (1).
ثم قال: أو ترقى في السماء أي تصعد في السماء ولن نؤمن لرقيك أي لصعودك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه من الله العزيز الحكيم إلى عبد الله بن أبي أمية المخزومي ومن معه بأن آمنوا بمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب فإنه رسولي وصدقوه في مقالة أنه من عندي، ثم لا أدري يا محمد إذا فعلت هذا كله أؤمن بك أو لا أؤمن بك، بل لو رفعتنا إلى السماء وفتحت أبوابها وأدخلتناها لقلنا إنما سكرت أبصارنا (2) وسحرتنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عبد الله أبقي شئ من كلامك؟ قال: يا محمد أوليس فيما أوردته عليك كفاية وبلاغ، ما بقي شئ فقل ما بدا لك وافصح عن نفسك إن كان لك حجة وأتنا بما سألناك به.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم أنت السامع لكل صوت والعالم بكل شئ تعلم ما قاله عبادك، فأنزل الله عليه: يا محمد " وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام " إلى قوله " رجلا مسحورا " (3) ثم قال الله تعالى: " أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا " (4) ثم قال: يا محمد " تبارك الذي أنشأ جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا " (5) وانزل عليه: يا محمد " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك " (6) الآية وأنزل الله عليه: يا محمد " وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر " إلى قوله " وللبسنا عليهم ما يلبسون " (7).
पृष्ठ 28