169

كان تافرنيك في تلك اللحظات القليلة بمثابة عملاق بين مجموعة من الأقزام. كان قويا ذا عضلات مفتولة كحبال السوط وكان في حالة رائعة. سقط والتر كريس كجذع شجرة بضربة من قبضته؛ أما الميجور بوست فتحسس مسدسه، إلا أن تافرنيك انتزعه منه بضربة من يده، وهو نفسه لم يتذكر شيئا أكثر من ذلك حتى عاد إلى رشده في وقت ما لاحقا. قطع تافرنيك الحبال بعنف، فحرر بريتشارد من قيوده. ووقف البروفيسور وهو يفرك يديه. ونهضت إليزابيث على قدميها. كانت شاحبة، لكنها كانت الأكثر تمالكا لنفسها من أي شخص آخر في الغرفة. كان تافرنيك وبريتشارد هما سادة الموقف بلا منازع. مال بريتشارد نحو المرآة وعدل ربطة عنقه.

وقال وهو ينظر نحو والتر كريس الذي تكوم على الأرض متأوها: «أخشى أن مضيفينا ليسوا في حالة جيدة تسمح لهم بأن يأذنوا لنا بالانصراف. لا عليك يا سيدة جاردنر، نستميحك عذرا. لا يمكنني التظاهر بالأسف لأن دخول صديقي المتهور نوعا ما قد أزعج خططك للمساء، لكني آمل أن تدركي الآن سخافة مثل هذه الأساليب في هذه الأيام. عمت مساء! حان الوقت أن ننهي جولتنا معا يا تافرنيك.»

تحركا نحو الباب ... لم يكن هناك من يمنعهما. إلا أن البروفيسور حاول أن يقول بضع كلمات.

صاح قائلا: «عزيزي السيد بريتشارد ... بريتشارد العزيز، إذا سمحت لي أن أدعوك بهذا اللقب، دعني أتوسل إليك، قبل أن تغادرنا، ألا تأخذ هذه المغامرة التافهة على محمل الجد! يمكنني أن أؤكد لك أنها كانت مجرد محاولة لإرغامك، وليست على الإطلاق مسألة تؤخذ على محمل الجد!»

ابتسم بريتشارد.

وقال: «أيها البروفيسور، وأنت يا والتر كريس، وأنت يا جيمي بوست، إذا كان أي أحد منكم قادرا على الاستماع، فليستمع إلي. لقد لعبتم دورا طفوليا الليلة. وكما هو مؤكد أنه يوجد رجال ونساء يعيشون كما تعيشون أنتم، فإن من المؤكد أيضا أن القانون سيتعقبهم لا محالة. لا يمكنكم خداع العدالة. إنها لا ترحم مثل الزمن نفسه. عندما تأتون بهذه الحيل الصغيرة، فأنتم ببساطة تبدءون دورة جديدة من الصراع بينكم وبين العدالة، وتعرضون حياتكم لمخاطر جديدة. من الأفضل أن تتعلموا أن تنظروا إلي باعتباري قدركم المحتوم، قدركم جميعا، فلا مفر مني بالتأكيد.»

تراجعا إلى الوراء عبر الباب، ثم نزلا إلى الصالة التي يخيم عليها الصمت ومنها إلى الشارع. وكانت الساعة في تلك اللحظة تدق الثانية إلا الربع.

أعلن بريتشارد وهو يشعل سيجارة بأصابع ثابتة: «صديقي تافرنيك، أنت رجل. تعال إلى النادي معي ريثما أغسل جبهتي. رغم كل شيء، سنتناول هذا المشروب معا قبل أن نقول ليلة سعيدة.»

الفصل العشرون

لقاء ممتع

अज्ञात पृष्ठ