وكان من خطط الإمام هو إنشاء جيش نظامي، يوكل إليه مهمة حماية دولة الإمامة وحدودها من الأخطار الداخلية والخارجية، قال السالمي:"إن الإمام كان قد عزم على عزم رأى أن يكون فيه الحزم وهو أن يتخذ نزوى وطنا -(أي: عاصمة للإمامة)- وينتخب معه من شجعان العرب ألف راكب يجعلهم عنده بنزوى، يستغني بهم عن جر الجيوش......وهم منتخبون من شرارة العرب، فيخف بذلك المغرم عن بيت المال، وعن الرعية، وتستريح الرعية في أوطانها، ويكفيهم الإمام بشرارته أمر الحرب......غير أن الداعي كان حثيثا فاختار الله له ما عنده قبل أن يتم هذا الحال" (¬1) .
المطلب الثاني
سقوط الإمامة
تمهيد:
تحدثنا في المطلب السابق عن قيام الإمامة، والجهود التي بذلها الإمام عزان بن قيس من أجل توطيد أركان دولة الإمامة، فإننا سنتناول هنا الحديث عن تراجع هذه الدولة عن خط صعودها، وسيكون على النحو التالي:
أ- تدهور أوضاع دولة الإمامة.
ب- معركة وادي (ضنك) ونتائجها.
ج- الهجوم على مسقط ومقتل الإمام عزان.
د- مقتل الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي.
ه- إشهار السيد تركي بن سعيد سلطانا على عمان.
أ- تدهور أوضاع دولة الإمامة:
في سنة 1286ه/1870م تفاقمت الحالة الداخلية لأوضاع الإمامة، لا سيما نقمة شيوخ القبائل، وذلك بسبب ما أصابهم من إنهاك نتيجة حالة الحرب الدائمة منذ قيام الإمامة، وما استجد أخيرا من إلزام القادرين منهم على دفع مساهمات في سبيل المجهود الحربي، بل أكثر من ذلك وهو شعورهم بفقدانهم النفوذ الذي كانوا يمارسونه بين أتباع قبائلهم، فقد أصبحت القرارات والتشريعات التي تصدر بين الحين والآخر لتنظيم شئون الدولة تصدر من غير مشورتهم، وما عليهم إلا السمع والطاعة، وهذا أمر لم تألفه الزعامة القبلية التي يتشكل منها المجتمع العماني (¬2) .
¬__________
(¬1) السالمي ، (تحفة الأعيان) ج2 ص277.
(¬2) لاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 278.
وطبعا عدم مشاورة ومشاركة شيوخ القبائل في اتخاذ القرارات من الأخطاء التي وقع فيها الإمام عزان فهو لم يراع التركيبة القبلية للمجتمع.
पृष्ठ 35