ويذكر لنا السالمي حادثة أخرى تظهر حرص الدولة على حماية أموال الناس وذلك عند مرور جيش الإمام ومبيته بقرية العوهي (¬1) ، وهم في طريقهم إلى البريمي حيث كان ثمر الأمباء الناضج (المانجا وهي فاكهة مدارية) يتساقط على فرشهم ولا يتناول أحد منه شيئا، والشخص الوحيد الذي تجرأ فأكل فاكهة واحدة منها تعرض للزجر والتوبيخ من الإمام على الرغم من أنها كانت ساقطة بنفسها (¬2) .
ولكن على الرغم من هذه المحاولات الجادة في إرساء الاستقرار الذي هو ضرورة لضمان وجود النشاط الاقتصادي وفاعليته إلا أن هذا الجانب قد تعرض لانتكاسة بسبب المخاوف من إشاعة معاقبة الإمام للواقفين بجانب الحكومة السابقة مما أدى ذلك بالتجار والبحارة الأجانب لا يبرحون سفنهم أثناء زيارتهم لمسقط (¬3) ، كما أخذ كثير من التجار الأجانب -لا سيما الهنود- يغادرون البلاد مصطحبين معهم أموالهم وتجارتهم (¬4) وهذا -بالطبع- كان تأثيره سلبا على اقتصاد دولة الإمامة الناشئة ولا يبعد أن تكون هذه الهجرة جاءت نتيجة لعدم اعتراف بريطانيا بحكومة الإمام عزان، والتي لا ترغب بريطانيا في استمرارها، وربما كانت استجابة لرغبة بريطانية حيث كان التجار الأجانب يتمتعون بحمايتها (¬5) .
وقد زاد تدهور الوضع الاقتصادي حدة حرمان الدولة من المعونات التي كانت تتلقاها الحكومات السابقة من حكومة زنجبار والحكومة البريطانية (¬6) .
¬__________
(¬1) العوهي قرية تابعة لمدينة صحار ومتاخمة لها من جهة الشمال الغربي.
(¬2) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 259-260. وأحمد عبيدلي، (الإمام عزان بن قيس)، ص 92.
(¬3) لاندن، (عمان منذ 1856م)، ص 275-276.
(¬4) لاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 277. وأحمد عبيدلي(الإمام عزان بن قيس)، ص 88.
(¬5) لاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 276. وأحمد عبيدلي، (الإمام عزان بن قيس)، ص 91.
(¬6) أحمد عبيدلي،(الإمام عزان بن قيس)، ص 94.
पृष्ठ 31