وفي الوقت الذي كان الإمام عزان مشغولا بحملته في وادي سمائل سير حملة بقيادة فيصل ابن حمود (ابن أخ الإمام) إلى صور وجعلان بني بو حسن وجعلان بني بو علي (¬1) ، فتمكن من إخضاعها (¬2) ،وقد أنهى جولته بزيارة شاملة للمنطقة الشرقية ثم عاد إلى مسقط بعد أن أخذ البيعة من أهلها واطمأن على دخولها في الطاعة، وكل مدينة تدخل في طاعة الإمام يتم تعيين وال عليها من قبله (¬3) .
وبهذا تمكن الإمام من توطيد الحكم وتسكين الأمور والقضاء على الحروب القبلية الداخلية وحماية حدود البلاد واستقلالها، فتمكن من تأسيس دولة القانون والحكومة المركزية وهذا ما افتقدته عمان فترة من الزمن، ويصف لاندن هذه النجاحات قائلا:"في خريف عام 1869م وصل نفوذ الإمامة في عمان إلى ذروته، وكان أقوى حكم شهدته عمان في كل تاريخها-(على حد قوله)- فقد امتدت سلطة الإمام عزان حتى شملت البلاد كلها، داخلها وخارجها، مناطقها الساحلية ومناطقها القبلية، معاقلها ومدنها، سهولها وجبالها، وهو عمل يحق للإمام عزان أن يفخر به" (¬4) .
¬__________
(¬1) تقع هذه المدن الثلاث في المنطقة الشرقية من عمان وتطل على بحر العرب، قريبا من رأس الحد (أقصى نقطة في شرق شبه الجزيرة العربية).
(¬2) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 265-266. ولاندن،(عمان منذ 1856م) ص 270-271. وأحمد عبيدلي،(الإمام عزان بن قيس)، ص 76.
(¬3) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 266. ولاندن،( عمان منذ 1856م)، ص 270-271. وأحمد عبيدلي،( الإمام عزان بن قيس)، ص 76.
(¬4) لاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 274.
पृष्ठ 28