كما واستعرت نار الخلافات القبلية، وثارت من جديد فتنة التحزب إلى غافرية وهناوية (¬1) ، فعانت عمان من جراء ذلك حروبا قبلية طاحنة فاضطرب الأمن، وعجزت حكومة مسقط عن بسط سيادتها على البلاد في الداخل، ولا عن حماية حدودها فتمكنت الحملة الوهابية من التغلغل في عمان بزعامة السديري بعد أن كانت محصورة في واحة البريمي (¬2) ،كما ثار الفرس وطردوا العمانيين من بر فارس، ولم يبق بأيديهم إلا ما حول البحر (¬3) ، بالإضافة إلى هذا كله أدى تدخل الأجانب إلى ظهور بعض المناكر التي تحرمها الشريعة الإسلامية، وإلى إدخال القوانين الوضعية (¬4) فكانت هذه الأوضاع المتردية سببا لقيام حركة نشطة قادها علماء الدين وبعض شيوخ القبائل استطاعوا بها تصفية حكم أبناء سعيد بن سلطان-ولو لمدة قصيرة- وإعادة نظام حكم الإمامة بمبايعة الإمام عزان بن قيس، كما سيتضح لاحقا.
المبحث الأول
عمان قبيل إمامة عزان بن قيس
المطلب الأول: في حكم ثويني بن سعيد.
المطلب الثاني: في حكم سالم بن ثويني.
المطلب الأول
في حكم ثويني بن سعيد 1273ه/1856م
¬__________
(¬1) الهناوية نسبة إلى زعيمهم خلف بن مبارك الهنائي، والغافرية نسبة إلى زعيمهم محمد بن ناصر الغافري، وبداية هذا التحزب كان في مطلع عام 1134ه، حيث دخلت القبائل العمانية في صراع أليم بالتحالف مع أحد الحزبين (الهناوية أو الغافرية) مما نتج عن ذلك كثير من الظلم والفساد، أتى على الحرث والنسل [ أنظر: السالمي، ( تحفة الأعيان)، ج2 ص 125-133].
(¬2) السالمي، (تحفة الأعيان)، ج2 ص 229و232-233. ولاندن (عمان منذ 1856) ص 249-250. والبريمي تقع في شمال عمان ومتاخمة لدولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية.
(¬3) السالمي (تحفة الأعيان)، ج2 ص 232-233. ولاندن (عمان منذ 1856) ص 250.
(¬4) السالمي، (تحفة الأعيان)، ج2 ص 231.
पृष्ठ 15