============================================================
الفصل السابع في بيان محاسن هذا التدبير العائد تفعه على الجم الغفير
اعلم ، جملك الله بالمتاقب ، وصانك من شين المعايب ، أن من ملكته العوائد ، واسترقته المألوفات ، قيدته رعونات تفسه حتى وقف على ما عهد ، ولم يتراء إلى معرفة ما غابعته ولا تصور سوى ما أحس ، فإنه يقول : " لا فائدة فى إتعاب فكرك وإطالة كدذك ، وتضريب رأى نفسك ، وتخطيك فعل غيرك ، والحال بعد طول الغناء أفضى إلي كون الذهب والفلوس على مثل ما كانا عليه سواء ، من غير تغيير شيء من حالهما ، بغير زيادة في سعرهما ولا تقصان منه اليتة" .
فنقول : صدق الله العظيم [ حسيث] قال : (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) . فإنه لاشك [ أن] في ما ذكرنا فائدتين جليلتين : أحدهما رجوع أحوال العامة ل الى مثل ما كاتت عليه من قبل هذه المحق فى أمور الأسعار وأحوال المبيعات . والفائدة الثاثية ل بقاء ما بأيدى الناس من الذهب والفلوس - اللذين هما النقد الرائج الآن - على ما هما عليه من غير زيادة ولا نقص مع رد الأحوال والرفه والرخض إلى ما كانت عليه أولا قبل هذه المحن.
ولعمرى لا يجهل قدر هاتين الفائدتين الجليلتين ، ويجحد حق هاتين النعمتين العظيمتين ، من له أقل حظ من تمييز ، وأنزر نزر من شعور ، إلا من قصد أن يخون عهد اله وأمانته فيما استرعاه من أمور عباده باظهار الفساد وإهلاك العباد ، والله لا يهدى كيد الخائتين . فأقول وبالله استعين فهو المعين :
पृष्ठ 157