============================================================
وكسر بحر أبى المنجا قبل أوانه بثلاثة أيام خوقا من النقص ، فبلغ كل أردب من القمح إلى مائة درهم، والشعير إلى ستين ، والفول إلى خمسين ، واللحم إلى ثلاثة دراهم الرطل ، فأخرجت الغلال من الأهراء ، وفرقت فى المخابز والجرايات ، لكل صاحب جراية ست جرايات فى شهرين. وكان راتبه البيوت والجرايات لأرباب الرواتم في كل يوم خمسيا وستماتة أردب، ما بين قمح وشعير ، وراتب الحوائج خاناه عشرين ألف رطل لحم في اليوم .
وكان قد ظهر الخلل فى الدولة لقلة المال وكثرة النفقات فتعددت المصادرات للولاة والمباشرين ، وطرحت البضائع بأغلى الأثمان على التجار .
ودخلت سنة خمس وتسعين وبالناس شدة من الغلاء وقلة الواصل ، إلا أنهم يمنون أنفسهم بجى الغلال الجديدة ، وكان قد قرب أوانها . فعند إدراك الغلال هيت ريح سوداء مظلمة من نحو بلاد برقة هبويا عاصفا ، وحملت ترابا أصفر كسا زروع تلك البلاد ، فهافت كلها ولم يكن بها إذ ذاك إلا زرع قليل ، ففسدت بأجمعها . وعمت تلك الريح والتراب إقليم البحيرة والغربية وإقليم الشرقية ، ومرت إلى الصعيد الأعلى ، فهاف الزرع، وفسد الصيفى من الزرع ، كالأرز والسمسم والقلقاس وقصب السكر ، وسائر ما يزرع على السواقى ل فتزايدت الأسعار.
وأعقبت تلك الريح أمراض وحميات عمت سائر الناس ، فتزع سعر السكر والعسل وما حتاج إليه المرضى ، وعدمت الفواكة ، وييع الفروج بثلاثين درهما ، والبطيخة
पृष्ठ 107