يخالفوها ولا يتجاوزوها.31 وإذا كان هذا سمة الشريعة.
ثم وجدنا الله تعالى ذكره قد خص باسم الشريعة خمسة من الرسل، وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم، مثل قوله: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به برهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه؛32 وكقوله: وإذ أخدنا من النبين ميثقهم ومنك ومن نوح وإبرهيم وموسى وعيسى آبن مريم. 33 فخص التسمية والشريعة هؤلاء الخمسة دون سائرهم. وإذا لزمهم تخصيص التسمية والشريعة 841 لزمهم الفضل والشرف والدرجة والمنزلة.
وإذا لزمهم ذلك على سائر الرسل لزم أن يكون الأول منهم دون الثانى، والأول والثانى دون الثالث، والأول والثانى والثالث دون الرابع، والأول والثانى والثالث والرابع دون الخامس، والخامس وهو محمد صلى الله عليه، وعليهم أفضل الرسل وأفضل أصحاب الشرائع، وهو خاتمهم وأكبرهم درجة وأعظمهم منزلة. وما سوى هؤلاء المسمين، أعنى أصحاب الشرائع، فإن الفضل لكل واحد منهم على صاحبه على مقدار قربه وبعده. فكان الرسل الذين كانوا في دورآدم دون فضل الرسل الذين كانوا فى دور نوح، والذين كانوا في دور نوح دون فضل الرسل الذين كانوا في دور إبراهيم، والذين كانوا في دور إبراهيم دون فضل الرسل الذين كانوا في دور موسى، والذين كانوا في دور موسى دون فضل الرسل
पृष्ठ 142