138

इफ्तिखार

الإفتخار

शैलियों

وإذا كان ذلك من وضعنا16 حقيا وجب النظر في كيفية مشتهى الأنفس من جوهرها. فنقول: إن العسل والسكر والفانيذ17 من الأشياء الحلوة اللذيذة التى تعرفها النفس حلوة إذا مازجها ذوق الفم. وكانت هذه المعرفة وهذه الشهوة تابعة للمزاج الذى فى الذوق. ألا ترى، أنه لو كان فى مزاج الذوق شيء من غلبة الصفراء لم يؤد إلى الحس الحلو حلوا، بل مرا. فهذه شهوة النفس من جهة متابعتها المزاج لا تضاف [173] إلى النفس إذا كانت فى دار البقاء. فأما الذي يضاف إليها من جوهرها، فإن النفس إذا علمت أن الحلو هو الحلو وإن لم يباشره الذوق، وكانت صورة الحلاوة محفوظة في جوهرها وغريزتها، فمتى احتاجت النفس إلى استعمالها في استدلال علمي، أو مباشرة حسية، لم يكن لها مانع يمنعها عن9ا الانتفاع بما حفظت من صورتها كيفما تصرفت بها الأحوال. والنفس ما دامت ممازجة للبدن ومستدلة به وبمشاعره لم يكن درك شهوتها إلا ضعيفا ، لأن الذي يستمتع من الحلاوة فى المثل بما يأكل منها أيام حياته ما كان يبلغ مقداره أكثر من ألف من مما أعطته الطبيعة صورة الحلاوة. وإذا أشرفت النفس على الحلاوة الكلية المطلقة التى هي غريزة النفس وجوهرها، فقد حفظت صورة محيطة بجميع ما تمكن [174] في19 الطبيعيات من الحلاوة من أول الدهر وبما يتمكن فيها من الحلاوة إلى آخر الأبد. فلا يفوتها من استلذاذ هذا النوع فائت، بل ربما قدرت بما حفظت من صورة محيطة 20 بجميع ما تمكن

पृष्ठ 208