الإسكندرية في 25 فبراير
والدي العزيز
استغربت عودتك إلى تحذيري من الزواج، مع أني قلت إني لا أفكر في هذا الموضوع بتاتا، وعلاقتي بشادية هي علاقة الزمالة فقط.
كانت الإسكندرية هذه الثلاثين أو الأربعين يوما الماضية فريسة للبرد والمطر والعواصف، وقد أنفقت كل ما كان لدي من النقود في شراء بعض الملابس؛ حذاءين وجوارب وكرافتات ومناديل؛ لأني رأيت أن أعنى بهندامي، فأرجوك أن تسعفني بعشرة جنيهات، وأتعهد بأني لن أطلب زيادة في الشهر القادم.
سامي
الإسكندرية في 17 مارس
والدي العزيز
أنا أنتظر مجيئك للإسكندرية بنافذ الصبر؛ وذلك كي تزور عائلة شادية؛ فإني أحب أن يكون بيتنا متمدنا مثل بيتها، مفروشا بالأثاث العصري. ووالله يا أبي، إني لم أعرف امرأة في مثل الأدب الذي تتسم به والدة شادية، وهي تعاملني كما لو كنت ابنها، وتقول لي: إنت أخو شادية.
وقد علمتني شادية العزف على البيان، ومع أني لا أقرأ النوتة كما تقرؤها هي فإني حفظت دور شوبان عن ظهر قلب وأتقنته، حتى إن شادية نفسها تقول إني أعزف هذا الدور بأحسن مما تعزفه هي.
ونحن نجد في المذاكرة هذه الأيام، ونبقى إلى منتصف الليل ونحن نذاكر بينما تكون أمها ووالدها قد ناما.
अज्ञात पृष्ठ