أليس لنا أرض ولنا دخل؟ فما معنى الصلح إلا أن نحصل على هذا الدخل؟
ولكن كلمة «الصلح» كانت تعني شيئا آخر عند أخوي الاثنين، وعند الأقارب، وكان الكلام كله يجري على هذا النسق: الصلح خير، الوفاق أحسن من الخلاف، بوسي رأسه، بوس رأسها!
ثم ينفض السامر، ونعود أنا وأختي إلى بيتنا بلا نتيجة.
ولم نكن ننتزع خمسة أو عشرة جنيهات من أخي إلا بعد شجار، وكان يحاسبنا - إذا حاسبنا - على إيجار لا يزيد في المتوسط على أربعة وخمسة جنيهات للفدان، في حين كان هو يؤجره بنحو عشرين أو ثلاثين جنيها، وحاولنا بيع الأرض، فجعل يعرقل البيع، حتى لم يعد أحد من المجاورين يخاطبنا في البيع.
وكنا حين نشكو يقال لنا إنه فاتح بيت، وإننا يجب أن نتسامح معه، وكأن «فتح البيت» يعني أن يأكل هو أكثر مما نأكل نحن، وأن يقتني سيارة في حين أن أخته لا تجد القدرة على شراء الطعام الضروري لأطفالها.
وأخيرا حدثت الكارثة: فإن زوج أختي مات، ولم يترك لها من المعاش سوى نحو سبعة جنيهات في الشهر، وكان أولادها خمسة: ولدان وثلاث بنات، أصبحوا جميعهم على الحضيض، أو ما يقارب ذلك.
وقصدت إلى أخي، وبسطت له حال أختنا، وتبرعت أنا بكل حصتي في ميراث أبوي لها، ورجوته بأن يعطيها حقها؛ حقها لا أكثر.
ولكنه تبرم، وزعم أن الأرض قد انحطت، وأن ريعها يقل عاما بعد آخر، ولم أتمالك أن أقول هنا: ولماذا لا تبيع السيارة وتعطي أختك حقها؟
واستشاط هو من كلامي، فهب يسبني ويهدد بأنه لن يدفع شيئا، لا لي ولا لأختي.
حدث هذا منذ عشرة سنوات، وقد طلقته منذ تلك اللحظة ودخلت أنا وأختي معه في قضايا للقسمة، وللحصول على الإيجارات، وقد أنفقنا في هذه القضايا مئات الجنيهات وست سنوات من النزاع.
अज्ञात पृष्ठ