इफसाह
الإفصاح عن معاني الصحاح
अन्वेषक
فؤاد عبد المنعم أحمد
प्रकाशक
دار الوطن
शैलियों
* وفيه من الفقه أن المؤمن قد يداري زوجته ويصبر على أذاها؛ لقولها: (إن إحدانا كانت تهجر رسول الله ﷺ إلى الليل).
* وفي هذا الحديث دليل على أن المؤمن يستعين بأخيه المؤمن في التعلم والمعاش؛ ألا (٣٦/ أ) تراه يقول: وكان لي جار من الأنصار، وكنت أنا وهو نتناوب النزول إلى رسول الله ﷺ فيأتيني بخبر الوحي وغيره، وآتيه بمثل ذلك؟ وإنما فعل ذلك لأنهما كانا يقضيان من الكسب فرضا واجبًا، ويتعلمان من العلم فروضًا لازمة، ففعلًا بحسن تدبيرهما أن يقضي هذا وقتًا في كسبه، ويخلفه هذا في تعلم العلم والإتيان بخبر الوحي، ويفعل الآخر مثل فعل صاحبه، فيقضيان الفرضين ويدركان الأمرين.
* وفيه أيضًا من الفقه أن الحق قد ينال منه ثم تكون العاقبة لأهله، ألا تسمع إلى قول عمر: (كنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا)، ثم إن الله سبحانه أظهر بعد ذلك حقه وأعلى أمر نبيه.
* وفيه أن عمر ﵁ لما قال له الأنصاري: طلق رسول الله ﷺ نساءه؛ بدأ بأن قال: (خابت حفصة وخسرت)؛ ابتدأ بالأهم عنده.
* وفيه ما يدل على أن المؤمن إذا حزبه أمر فلا ينبغي أن يستخفه حتى يزور في غير وقت الزيادة، ألا تراه يقول: (جاءني عشاء، حتى إذا كان الصبح وشددت علي ثيابي فدخلت على حفصة وهي تبكي)؟
* وفي هذا من الفقه: أن العاقل لا يهجم على السؤال عن أمر حتى يفهمه؛ ألا ترى عمر ﵁ بدأ بالدخول على حفصة، وسألها عن الأمر، فقال لها: (أطلقكن رسول الله ﷺ؟ فقالت: لا أدري، هو هذا معتزل في المشربة).
* وفي هذا جواز اتخاذ المشربة وهي الغرفة، وأن الغرفة، وأن يكون للإنسان في منزله موضع يعتزل فيه، فلا يدخل عليه في إلا بإذنه.
1 / 128