168

इफसाह

الإفصاح عن معاني الصحاح

अन्वेषक

فؤاد عبد المنعم أحمد

प्रकाशक

دار الوطن

शैलियों

الكتاب إذا ثبت من ديوان الحكم ثم سجل به. * فأما قول رسول الله ﷺ: (إن تهلك هذه العصابة، لا تعبد في الأرض؟!)، فإنه بلغني عن علي بن عقيل كلام خفت عليه منه، وخفت من الله ﷿ أن لا أبين فساد قوله فيه، وهو أنه قال كلامًا انتهى فيه إلى أن قال: (هذه زلة من عالم)، فنظرت فإذا علي بن عقيل المسكين هو العالم الزال، قد زل لكونه لم يفهم المقصود وكان كما قال الشاعر: وكم من عائب قولا صحيحا .... وآفته: من الفهم السقيم وإنما أتي من كونه لم ير رسول الله ﷺ من غزارة العلم ومعرفته باللسان العربي بحيث كان، فإن رسول الله ﷺ قال: (أنا أفصح العرب)، وذلك أن (إن الخفيفة) تأتي في كلام العرب بمعنى (ما) النافية، كقوله ﷿: ﴿إن يريدون إلا فرارا﴾ ومعناه: ما يريدون. وقوله: ﴿وإن من أمة إلا خلا فيها نذير﴾ أي ما من أمة إلا خلا فيها نذير، واستعمال (إن) بمعنى (ما) في كلام العرب لا يحصى كثرته إلا الله تعالى. ومعناه عندي- والله أعلم- أن قوله (إن تهلك هذه العصابة) معناه: ما تهلك هذه العصابة؛ لأنه قد علم بوعود الله تعالى أن النصر له، وأنهم هم الغالبون، وأن إحدى الطائفتين لهم، ولم يبق في قلب رسول الله ﷺ شك أنه هو الغالب في ذلك اليوم، فكيف يقول: (إن تهلك هذه العصابة)، ويعني في هذا اليوم؟ وإنما معناه: ما تهلك هذه العصابة (٦٦/ أ) في هذا اليوم، وإنما استعمل في هذا

1 / 206