इफसाह
الإفصاح عن معاني الصحاح
अन्वेषक
فؤاد عبد المنعم أحمد
प्रकाशक
دار الوطن
शैलियों
قال عمرو بن ميمون: وإني لقائم، ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب، وكامن إذا مر بين الصفين قام بينهما، فإذا رأى خللا قال: استووا، حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر، وقال: وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى، حتى يجتمع الناس، فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني- أو أكلني- الكلب، حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين، لا يمر على أحد يمينًا أو شمالا إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، فمات منهم تسعة. وفي رواية: سبعة.
فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا، فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر عبد الرحمن بن عوف فقدمه، فأما من كان يلي عمر فقد رأى الذي رأيت، وأما نواحي المسجد، فإنهم لا يدرون ما الأمر؛ غير أنهم فقدوا صوت عمر، وهم يقولون: سبحان الله! سبحان الله! فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف صلاة خفيفة، فلما انصرفوا قال: يا ابن عباس، انظر: من قتلني؟ قال: فجال ساعة ثم جاء، فقال: غلام المغيرة بن شعبة، فقال: الصنع؟ قال: نعم، قال: (٥١/ ب) قاتله الله، لقد كنت أمرت به معروفا، ثم قال: الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل مسلم، قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة،- وكان العباس أكثرهم رقيقًا- فقال بن عباس: إن شئت فعلت، أي إن شئت قتلنا. قال: بعد ما تكلموا بلسانكم، وصلوا قبلتكم، وحجوا حجكم؟ فاحتمل إلى بيته، فانطلقا معه، قال: وكان الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ، فقال قائل: أخاف عليه، وقائل يقول: لا بأس، فأتى بنبيذ، فشرب منه فخرج من جوفه، ثم أتى بلبن فشرب منه، فخرج من جرحه، فعرفوا أنه ميت، قال: فدخلنا عليه، وجاء الناس يثنون عليه، وجاء رجل شاب، فقال: أبشر
1 / 168