وتتدرج هضبة بيهي في الانخفاض حتى منطقة أمبالاند في القسم الشمالي من جنوب غرب أفريقيا، حيث تبلغ أقصى انخفاض لها في منطقة مستنقعات إتوشا، ثم يعود سطح الهضبة للارتفاع التدريجي جنوبا حتى يبلغ هضبة دمارا لاند المرتفعة، والتي يقلل من أهميتها كمنطقة ذات موارد مائية دائمة، أنها تقع في المنطقة الصحراوية من جنوب أفريقيا. وتتصل دمارا لاند جنوبا بهضبة أخرى هي هضبة ناما لاند الكبيرة التي تنتهي شمال الأورنج، وإلى الجنوب من الأورنج تعود حافة الهضبة إلى الظهور في صورة مرتفعات ناماكا لاند التي ترتبط بعد ذلك شرقا بالحافة الجنوبية عند روجرفلد.
وفي وسط هذه الدائرة من الهضاب يوجد منخفض كلهاري الأوسط والشمالي، ويرتفع قاع هذا المنخفض فوق سطح البحر، ولكنه ذو تصريف داخلي لقلة الأمطار ولإحاطته بهذه الهضاب، وتنتشر فوق سطح كلهاري البحيرات الملحية العديدة التي تنشأ نتيجة التصريف الداخلي الضعيف لمياه الأمطار.
ولعل أهم جزء من كلهاري هو قسمها الشمالي حيث تتوفر فيه موارد المياه بصورة غير عادية بالنسبة لإقليم صحراوي، والسبب في هذا راجع إلى أن المياه التي تصلها تأتي من مناطق خارج كلهاري، وأهم هذه الموارد المائية قاطبة نهر أوكوانجو الذي ينصرف إلى بحيرة نجامي في دلتا شاسعة تسمى دلتا أوكوانجو، ويساعد نهر كواندو، وهو الرافد الهام للزمبيزي الأعلى، في مد دلتا أوكوانجو ببعض المياه في موسم المطر؛ وذلك لأن أحد فروع الدلتا يتصل به قبل أن يغير كواندو مساره الأصلي من الجنوب الشرقي إلى الشمال الشرقي. وتنصرف مياه الدلتا الداخلية في خلال مواسم الفيضان إلى مستنقع هائل يقع إلى الجنوب الشرقي منها، هو مستنقع ماكاري كاري، أما المجرى الذي يصل الدلتا بماكاري كاري فيسمى بوتليتليه، وهو بطبيعة الحال مجرى مائي موسمي. كذلك تغذي بعضها أنهار روديسيا الجنوبية مستنقع ماكاري كاري من الشرق، وأهم هذه الأنهار هو نهر تاتا.
الجبال الالتوائية في أقصى جنوب القارة
وترجع هذه السلاسل إلى الالتواءات الهرسينية التي حدثت في أواخر الزمن الجيولوجي الأول، ومن ثم فإن عوامل التعرية قد قللت كثيرا من ارتفاعها، وتتكون هذه الجبال من مجموعتين: الغربية والشرقية، أما المجموعة الغربية فتتركز حول كيبتاون، وتنبعث من العقدة الجبلية المركزية التي تسمى عقدة سيرس-ورسستر عدة سلاسل جبلية هي سلسلة سيداربرج، وتتجه إلى الشمال الغربي وتنتهي عند نهر أوليفانتس وخليج سانت هيلانة، وسلسلة دراكنشتاين التي تتجه جنوبا وتنتهي في رأس أجولهاس.
أما المجموعة الجبلية الشرقية فتمتد في سلسلتين طويلتين من الشرق إلى الغرب تتوازيان مع ساحل البحر، السلسلة الداخلية تسمى زفارتبرجن، وتفصل بين الكاروو الكبير والصغير، وهي سلسلة متكاملة لا يقطعها سوى نهر جوريتز الذي ينبع من الكاروو الكبير وحافة نوي فلد، وتنتهي زفارتبرجن في الشرق عند بورت إليزابث. أما السلسلة الجنوبية فتسمى لانجبرجن، وتمتد جنوب الكاروو الصغير حتى مجرى نهر جوريتز. وإلى الشرق من النهر تمتد تكملة السلسلة بأسماء أخرى، هي تزتزيكاما ولانج كلووف التي تنتهي عند خليج سانت فرانسيس. وإلى الجنوب من لانجبرجن وامتداداتها الشرقية ينحصر سهل ساحلي ضيق كثير الخلجان. أما الكاروو الصغير فعبارة عن وادي صغير بنيوي ساعد على توسيعه نهر جوريتز، أما الكاروو الكبير فإقليم جاف ينحصر بين زفارتبرجن وحافة الهضبة الأفريقية، ولا تكاد تخترقه سوى مجاري نهرية موسمية إبان موسم المطر.
هضبة شرق أفريقيا
لا يكاد المظهر التضاريسي العام في شرق أفريقيا يختلف عن جنوب القارة، فهناك سهول ساحلية ضيقة، تحدها غربا حافة الهضبة القديمة التي ترتفع في المتوسط بين 500 متر و1200 متر، ولكن الذي يميز شرق أفريقيا أن الأخدود الأفريقي بفرعيه يشغل حيزا كبيرا في المنطقة ويحيط بجزء كبير منها، وقد أدى ذلك إلى ظهور مرتفعات تتفاوت في ارتفاعاتها بين 1200 متر و2000 متر في صورة حافات الأخدودين الشرقي والغربي، وفي بعض الأحيان تتسع مساحات هذه الحافات إلى هضبات واسعة، وخاصة في كينيا وجنوب تنجانيقا ومنطقة كيفو.
وتتميز هضبة شرق أفريقيا أيضا بأن فيها أكبر تجمع للجبال البركانية الحديثة في أفريقيا، فهناك جبل كليمانجارو الذي ترتفع قممه إلى أكثر من خمسة آلاف متر، وأعلى قمة في كتلة كليمانجارو هي كيبو التي ترتفع إلى 5895 مترا،
1
अज्ञात पृष्ठ