رطبةٌ في الأولى تزرع في الباقل ويُطبخ لها اللحم، وهي كثيرة اللعابية وتزرع أيضا بالشام قليلا ويُطبخ بها عندهم في الندرة وهي ردية للمعدة، لكنها تسكنُ الحرارةُ وتبرد ويسرع انحدارها لتزلُّقها، قال الإسرائيلي: رأيت نوعا ثالثا من الخبّازى يسمى بمصر ملوخية السودان، ويعرف بالعراق بالشوشنديبا وقوته وفعله وسطٌ بين الملوخية والخبّازى، لأنه أقل غذاء من الملوخية وأكثر من الخبّازى،
ومن ذلك اللّبخ وشجرته - كالسدرة - ريّا نضرة وثمرته بقدر الخلال الكبار وفي لونه، إلّا أنه مشبع الخضرة كلون المسن، وما دام فجّا ففيه قبضٌ كما في البلح فإذا نضج طاب وحلا وعادت فيه لزوجته، ونواته كنواة الأجاص أو كقلب اللوزة بيضاء إلى الغبرة وتكسر بسهولة، فتنفلِق عن لوزةٍ ريّا بيضاء لينة وإذا بقيت
ثلاثة أيام ضمرت وصلبت، وكلّما تطاول عليها الزمن اضمحلَّ اللُّب وبقيَ القشرُ فارغًا أو كالفارغ، غيرَ أنه لا يتشنّج بل يتقلقلُ اللّب فيه لسعة المكان عليه، وتجد في طعم اللّبِّ مرارة ظاهرةً ولذعًا يبقى أثره في اللسان مدّة، وقد حُدِّثتُ على أنه أحد ضروب الدند الثلاثة، فقد قال أرسطو وغيره أن اللّبخ كان بفارس سُمّا قاتلًا فنُقل إلى مصر فصار غذاء، وقال نيقولاوس: وأما اللّبخ فقد كان في أرض فارس قاتلًا فنُقل إلى الشام وإلى مصر فصار جيّدًا مأكولًا وهو قليلٌ غالٍ، وإنّما تكون في البلاد منه شجرات معدودات، وأما خشبه ففي غاية الجودة صلبٌ حجريٌ وأسود وهو عزيز ثمين، وأهل مصر يحضرون اللّبخ من الفواكه والأنقال - وقال أبو حنيفة الدينوري: اللّبخ شجرة عظيمة مثل الأثاب إذا عظُم، وورقها كورق الجوز ولها جنى كجنى الحماط مرٌّ إذا أُكل أعطشَ وإذا شُرب عليه الماء نفخ البطن، وهو من شجر الجبال، ثم روى عن رجل من صعيد مصر أن اللّبخ شجرٌ عظام أمثال الدلب، له ثمر أخضر يشبه الثمر حلو جدّا، إلّا أنه كريهٌ جيِّدٌ لوجع الأضراس، قال: وإذا نشر أرعف ناشره ويُنشر فيبلغ ثمن اللّوح خمسين دينارًا ويجعله أصحاب المراكبِ في بناء السفن لبعض العلل، وزعم أنه إذا ضُمَّ منه لوحان ضمّا شديدا وجعلا في الماء سنة التحما وصارا لوحا واحدا، وأكثر ما حكاهُ الدينوري لا أعرف صحته، وقال ابن سمجون: اللّبخ يكون بمصر وثمرته جيدة للمعِدة وقد يوجد عليه صنفٌ من الرتيلاء وورقه إذا جُفِّف قطعَ الدّم ذرورًا، والإسهال شربا، وفيها قبضٌ بيّن، قال: وأما نوى ثمرِه، فيزعُم أهل مصر أن أكله يُحدث صممًا،
1 / 8