इस्लामी प्रशासन अरब के गौरव काल में
الإدارة الإسلامية في عز العرب
शैलियों
10
كما قال عن نفسه، قد حلب هذا الدهر أشطره،
11
وزاحم المشاة في الأسواق، وشاهدهم في المواسم، وغازاهم في المغازي. قال: فوالله ما أحب أن أزداد بهم خبرا على أني أحب أن أعلم ما أحدثوا بعدي، مذ تواريت عنهم بهذه الجدارات، وتشاغلت عنهم بأمورهم، مع أني والله ما لمت نفسي أن أكون قد أذكيت عليهم العيون حتى أتتني أخبارهم وهم في منازلهم. والواقع أن أبا جعفر المنصور في تأسيسه دولة بني العباس كمعاوية في تأسيس دولة بني أمية، مع اعتبار الفرق بين عصريهما، والسر الأعظم في نجاحهما أنهما مرنا على الإدارة قبل أن توسد الخلافة إليهما.
ولى المنصور أهله البلدان وفرق العمالات بين قواد من العرب وقواد من مواليه. فكان ينقل قواد العرب في أعماله لثقته بهم واعتماده عليهم، ثم استعمل مواليه وغلمانه في أعماله، وصرفهم في مهماته، وقدمهم على العرب، فامتثلت ذلك الخلفاء من بعده من ولده، فسقطت قيادات العرب، وزالت رياستها، وذهبت مراتبها. فهو الذي «أصل
12
الدولة، وضبط المملكة، ورتب القواعد، وأقام الناموس، واخترع أشياء، ولم تكن الوزارة في أيامه طائلة لاستبداده واستغنائه برأيه وكفاءته، على أنه كان يشاور في الأمور دائما، وإنما كانت هيبته تصغر لها هيبة الوزراء.» واجتمع له كثير من الخيل لم يعرف مثله في جاهلية ولا إسلام، واستجاد الكساء والفرش وعدد الحرب ومؤنها، واصطنع الرجال وقوى الثغور، ولقب بأبي الدوانيق لتشدده في محاسبة العمال والكتاب. وجماع سياسته المالية أن يدخر المال قائلا: «من قل ماله قل رجاله، ومن قل رجاله قوي عليه عدوه، ومن قوي عليه عدوه اتضع ملكه، ومن اتضع ملكه استبيح حماه.» وذكر أنه أخذ أموال الناس حتى ما ترك عند أحد فضلا.
13
وكان يعطي الجزيل والخطير
14
अज्ञात पृष्ठ