इस्लामी प्रशासन अरब के गौरव काल में
الإدارة الإسلامية في عز العرب
शैलियों
50
كل يوم تنصب حول داره ومائة جفنة يطاف بها على القبائل تحمل على العجل إلى قبائل مصر.
ولي عبد العزيز مصر فكان خراجها وجبايتها إليه، فلم يوجد له مال ناض
51
يوم موته إلا سبعة آلاف دينار، وكانت ولايته على مصر عشرين سنة وعشرة أشهر وثلاثة عشر يوما، على حين لما مات عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وكان عاملا على مصر ترك ثمانين مدا من الذهب، وتقدم إليه أبوه أن يعفي آثار عمه عبد العزيز لمكانه من ولاية العهد فاستبدل بالعمال عمالا وبالأصحاب أصحابا؛ ذلك لأن عبد العزيز لم يرض أن ينزل عن ولاية العهد لابن أخيه في حياته، وعبد العزيز هو والد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي العادل.
وجرى عبد الملك بن مروان في إدارة الملك على طريقة والده وطريقة معاوية في تخريج آله وعماله في سياسة البلاد، فزادت الأمور استقرارا، والأعمال تسلسلا، والعمال رغبة ورهبة، والرعايا أمنا ودعة. وكثيرا ما كان يعمد إلى الشدة لا تأخذه رأفة بخصوم دولته. قتل مصعب بن الزبير، وكان أحب الناس إليه، وأشدهم له إلفا ومودة، وقال في الاعتذار عن عمله: «ولكن الملك عقيم.»
52
ولقد قيل له أن يأخذ بسيرة عثمان فقال: «وما خلف عثمان عمر في شيء من سيرته إلا باللين؛ فإن عثمان لان لهم حتى ركب، ولو كان غلظ عليهم جانبه كما غلظ ابن الخطاب ما نالوا منه ما نالوا.» وقال: إني رأيت سيرة السلطان تدور مع الناس إن ذهب اليوم رجل يسير بتلك السيرة أي باللين أغير على الناس في بيوتهم، وقطعت السبل ، وتظالم الناس، وكانت الفتن، فلا بد للوالي أن يسير في كل زمان بما يصلحه، وهذا هو السر العظيم في نجاح الممالك في كل عصر وأمة. وقال عبد الملك يوما: أنصفونا يا معشر الرعية، تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم بسيرة رعية أبي بكر وعمر! نسأل الله أن يعين كلا على كل. وسأله ابنه الوليد: يا أبت، ما السياسة؟ قال: هيبة الخاصة مع صدق مودتها، واقتياد قلوب العامة بالإنصاف لها، واحتمال هفوات الصنائع.
53
ولى عبد الملك العراقين الحجاج بن يوسف الثقفي فقال: دلوني على رجل أوليه. فقيل له: أي الرجال تريد؟ قال: أريد دائم العبوس، طويل الجلوس، سمين الأمانة، أعجف الخيانة، لا يحنق في الحق على مرة، يهون عليه سؤال الأشراف في الشفاعة. فقيل: عليك بعبد الرحمن بن عبيد التميمي. فأرسل إليه فاستعمله فقال له: لست أقبلها إلا أن تكفيني عمالك وولدك وحاشيتك. فقال الحجاج: يا غلام، ناد من طلب إليه منهم حاجة فقد برئت الذمة منه. قال الشعبي: فوالله ما رأيت قط صاحب شرطة مثله كان لا يحبس إلا في دين، وكان إذا أتي برجل نقب على قوم وضع منقبته في بطنه حتى تخرج من ظهره، وكان إذا أتي برجل نباش حفر له قبرا ودفنه فيه حيا، وإذا أتي برجل قاتل بحديدة وأظهر سلاحا قطع يده، فربما أقام أربعين يوما لا يؤتى إليه بأحد، فضم إليه الحجاج شرطة البصرة مع شرطة الكوفة.
अज्ञात पृष्ठ