इस्लामी प्रशासन अरब के गौरव काल में
الإدارة الإسلامية في عز العرب
शैलियों
حافظ معاوية على أصول الرسول والراشدين في الإدارة، وما حاد عنها إلا فيما قضت به المصلحة، ودعا إليه المحيط الجديد، مثل إخراج الإدارة من سذاجة البداوة إلى بحبوحة الحضارة، وعرف فوائد الشورى فما كان يصدر في المهمات إلا عن مشورة، فهو يرى من الطبيعي أن يأخذ بآراء أشراف القوم، وينزل على حكم وفود
2
البلاد، وله ولآل بيته مجالس يعقدونها في المسجد الجامع، تدور أبحاثها على سياسة البلاد وحكمها في الأكثر، ومجالس الأمويين أشبه بمجالس النواب والشيوخ والولايات، وما كان الأمويون إلى الاستبداد بالرأي في معظم حالاتهم، ولا سيما فيما له مساس بإصلاح الراعي والرعية.
كان معاوية يفض مشاكله بالحسنى، يلين للناس، ويشفع المجاملة بالإحسان، يوليه كل ناب
3
نابه في قومه، سيد مسود في أهله، ولا تلين قناته لمن يحاول قلب الخلافة وإخراجها عن بيته بعد أن آلت إليه، وما كان مع من يظلم رعاياه إلا شديدا، ويستميل القلوب بالعطاء وبالإقناع أو بالإغضاء أو بالمجادلة بالتي هي أحسن، وبلغ من سعة الصدر ووافر الحلم أن ضرب المثل بحلمه، وكان إذا لم تنجع في الناس وسائله اللينة، يعمد بعد التماس كل حيلة إلى القوة، وهو القائل: لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت. وقيل: وكيف ذاك؟ قال: كنت إذا مدوها خليتها، وإذا خلوها مددتها. وقال: إني لا أحول بين الناس وبين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين سلطاننا. ومن المستحيل كم
4
الأفواه أو تنطق بما يراد، ورضا الناس غاية لا تدرك. فما دام الأمر يفض بالكلام، ولا يقوم رجل جد يقلقل أمر الجماعة فالعالم أحرار في أقوالهم، ومتى لجئوا إلى القوة وتطالوا إلى الفتنة انكفأ عليهم بقوته، وما برحت همته منذ تولى الحكم مصروفة إلى سياسة الدولة، وما عدا ذلك فالناس وما يختارون من الآراء والمذاهب، وهو يستشير أرباب الرأي من أنصار دولته، ولا يأتمن في إدارة الولايات والأعمال إلا الكفاة من آل بيته، فإذا اتفق أن كان فلا ينزع إلى كذا أو يحب فلانا من خصومه أو يغلظ في بيان رأي يخالفه، فهذا مما لا يتعلق به كبير أمر عنده.
فالسياسة هي كل ما حصر فيه معاوية وكده، ومن أجل توطيد دعائمها لجأ إلى طرق في الدعوة مؤثرة، فجعل القصاص أو الوعاظ في المساجد والمعسكرات يدعون لدولته، وينفرون من أعدائها، وذلك لما رأى عليا
5
अज्ञात पृष्ठ