بِهِ جِهَة الْعُلُوّ أَي فَوق العماء بالقهر وَالتَّدْبِير لَا بِالْمَكَانِ
وَأما بِالْقصرِ قَالَ التِّرْمِذِيّ عَن يزِيد بن هَارُون أَنه قَالَ الْعَمى أَي لَيْسَ مَعَه شَيْء
فَالْمُرَاد أَنه كَانَ وَحده وَلَا شَيْء مَعَه وَيدل عَلَيْهِ حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن الثَّابِت فِي الصَّحِيح كَانَ الله وَلم يكن شَيْء غَيره وَرُوِيَ وَلَا شَيْء مَعَه فَشبه عدم الْأَشْيَاء بالعمى لِأَن الْأَعْمَى لَا يرى شَيْئا وَكَذَلِكَ الْمَعْدُوم لَا يرى
وَنفي التَّحْتِيَّة والفوقية فِي الْعَمى بقوله مَا تَحْتَهُ هَوَاء يَعْنِي لَيْسَ تَحت الْمَعْدُوم الْمعبر عَنهُ بالعمى هَوَاء وَلَا فَوْقه هَوَاء لِأَن ذَلِك الْمَعْدُوم لَا شَيْء فَلم يكن لَهُ تَحت وَلَا فَوق بِوَجْه
الحَدِيث الثَّانِي
مَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ رَأَيْت رَبِّي فِي أحسن صُورَة إِلَى قَوْله فَوضع يَده بَين كَتِفي فَوجدت بردهَا بَين ثديي فَعلمت مَا فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض
هَذَا حَدِيث ضَعِيف جدا قَالَ الإِمَام أَحْمد أصل هَذَا الحَدِيث وطرقه مضطربة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كل أسانيده مضطربة لَيْسَ فِيهَا صَحِيح وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ وَرُوِيَ من أوجه كلهَا ضَعِيفَة