قوله تعالى : ? قل أعوذ ? معنى (أعوذ) : ألجأ وألوذ .
قوله تعالى : ? برب الفلق ? يعني : فلق الصبح ، من قوله عز وجل ? فالق الإصباح ? ، وقول عائشة رضي الله عنها : ( كان صلى الله عليه وسلم لا يرى رؤيا ؛ إلا جاءت مثل فلق الصبح ) . وأضاف نفسه عز وجل إلى الفلق ؛ لأنه من أعظم الآيات ، ولذلك أقسم به في قوله عز وجل : { والصبح إذا تنفس } (1) . ويقال : فلق الصبح وفرق الصبح ، وقد قال عز وجل : { فانفلق فكان كل فرق } (2) فأتى بمادة (فلق) و(فرق) فهما بمعنى .
قوله تعالى : ? من شر ما خلق ? هذا عام يتناول كل ما سوى الله عز وجل ، لأنه خلقه .
قوله تعالى : ? ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ? هو من باب عطف الخاص على العام ؛ لأن (الغاسق) و(النفاثات) و(الحاسد) من جملة ما خلق الله عز وجل . وإنما اختصت هذه بالذكر بعد العموم ؛ لأن متعلقاتها مهمة جدا ، وذلك لأن قوام الإنسان بدنه وعقله ودينه وباقي نعم الله عز وجل عليه .
و(الغاسق إذا وقب) :
1 قيل : هو الثعبان إذا وثب وضرب ، وهو يفسد البدن .
पृष्ठ 21