عرج به إلى السماء انتهى إلى مكان منها فوقف ، وبعث الله تبارك وتعالى ملكا لم ير في السماء قبل ذلك الوقت ولا بعده ، فقال : علمه الأذان ، فقال الملك : الله أكبر ، الله أكبر ، فقال الله عز وجل : «صدق عبدي أنا أكبر» . فقال الملك : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله . قال الله تبارك وتعالى : «صدق عبدي أنا الله ، لا إله إلا أنا» . فقال الملك : أشهد أن محمدا رسول الله . قال الله تبارك وتعالى : «صدق عبدي ؛ أنا أرسلته ، وأنا اخترته ، وأنا انتجبته» . فقال الملك : حي على الصلاة ، حي على الصلاة . قال الله عز وجل : «صدق عبدي ، ودعا لفريضتي وحقي ، فمن أتاها محتسبا لها كانت كفارة لكل ذنب» . فقال الملك : حي على الفلاح / 80 / ، حي على الفلاح . قال الله [تبارك ]وتعالى : «صدق عبدي ؛ هي الفلاح ، وهي النجاح» . فقال الملك : قد قامت الصلاة . قال الله تبارك وتعالى : «صدق عبدي ؛ أنا أقمت فريضتها وحدودها ومواقيتها» . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآلهصلى بأهل السماء ، فتم شرفه على جميع الخلق صلى الله عليه وآله . [1] وفيها : عن أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن سلمة بن شبيب [2] النيسابوري قال : أخبرنا يونس بن موسى البصري قال : أخبرنا الحسن بن حماد [بن يعلي] [3] قال : أخبرنا زياد بن المنذر التميمي ، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه السلامقال : «لما أراد الله تبارك وتعالى تعليم رسوله الأذان أتاه جبرئيل بدابة ، فذهب يركبها فاستصعبت عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل ، ائتني / 81 / بدابة هي ألين علي من هذه ، فأتى ببرقة ، فلما أراد أن يركبها استصعبت عليه . فقال جبرئيل : اسكني برقة ؛ فما ركبك أكرم على الله من محمد . قال : فركبتها حتى انتهيت إلى الحجاب الذي يلي الرحمن تبارك وتعالى ، قال : فبينما هو كذلك إذ خرج ملك من الحجاب . فقال رسول الله (صلع) : يا جبرئيل ، من هذا؟ فقال جبرئيل : يا حبيب الله ، والذي بعثك بالحق إني لأقرب الخلق مكانا ، وإن
पृष्ठ 106