بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد ﷺ. وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أما بعد: فإن هذا الجزء الذي هو"جزء الحروف والأصوات" من الأجزاء التي كانت في عداد المفقود من مؤلفات الإمام النووي – ﵀ – فيسر الله ﷿ لنا هذه النسخة النفيسة من هذا الجزء المبارك الذي أعرب فيه الإمام النووي – ﵀– عن معتقده في كتاب الله عمومًا والحرف والصوت خصوصًا، فقد صنف هذا الجزء قبل وفاته – ﵀– بما يقرب من شهرين حيث انتهى من تصنيفه في الخميس الثالث من شهر ربيع الآخر سنة ٦٧٦ هـ وتوفي – ﵀– في الرابع والعشرين من رجب من نفس السنة. فقمت بنسخه وضبط نصه ضبطًا يليق به وتخريج ما به من آيات وأحاديث وآثار، وأسأل الله جل وعلا أن يتقبله خالصًا لوجهه الكريم..آمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. وكتبه أبو الفضل أحمد بن علي الدمياطي

1 / 5

ترجمة الإمام النووي النواوي الشيخ الإمام القدوة الحافظ، الزاهد، العابد، الفقيه، المجتهد، الرباني، شيخ الإسلام أحسبه، الإمام: محي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن حزام بن الحزامي الحوراني النواوي الشافعي صاحب التصانيف التي سارت بها الركبان، واشتهرت بأقاصي البلدان، ولد في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة (بنوى) وكان أبوه دكانيًا بها، فنشأ الشيخ في ستر وخير وحفظ القرآن، وبقي يتعيش في الدكان لأبيه، ثم نقله أبوه في سنة تسع وأربعين إلى دمشق ليشتغل بها، فنزل بالرواقية يتقوت بالجراية، ويدرس في (التنبيه) فحفظه في أربع أشهر ونصف، وقرأ ربع (المهذب) في تمام السنة على الشيخ: الكمال إسحاق بن أحمد. ثم حج مع والده، وقد لاحت عليه أمارات النجابة والفهم، فاتفق أنه أقام بالمدينة النبوية شهرًا ونصف، وتعلل في أكثر الطرق، ورجع وأكب على طلب العلم ليلًا ونهارًا اشتغالًا فضرب به المثل، وهجر النوم إلا عن غلبة، وضبط أوقاته إلا بلزوم الدرس أو الكتابة أو المطالعة، أو التردد إلى الشيوخ وترك كل رفاهية وتنعم، مع تقوى وقناعة وورع وحسن مراقبة لله في السر والعلانية وترك رعونات النفس، من ثياب حسنة، ومآكل طيبة، وتجمل هيئة، بل طعامه جلف الخبز يابسه، ولباسه خام، وشيخانيته لطيفة، فرحمه الله ورضي عنه وجزاه عن العلم خيرًا. ذكر صاحبه الشيخ أبو الحسن علي بن العطار أن الشيخ محيي الدين حدثه أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درسًا على مشايخه شرحًا وتصحيحًا، درسين في"الوسيط"، ودرسًا في"المهذب"، ودرسًا في"الجمع بين الصحيحين"، ودرسًا في

1 / 6

" صحيح مسلم" ودرسًا في"اللمع" لابن جني، ودرسًا في"التعريف" ودرسًا في"أصول الفقه" ودرسًا في"أسماء الرجال"، ودرسًا في"أصول الدين". قال: وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل، ووضوح عبارة، وضبط لغة، وبارك الله لي في وقتي، وخطر لي أن اشتغل بالطب، واشتريت كتاب"القانون"، فأظلم قلبي وبقيت أيامًا لا أقدر على الاشتغال فأفقت على نفسي وبعت القانون فأنار قلبي. شيوخه ١ - الشيخ الإمام القاضي الخطيب عماد الدين عبد الكريم بن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد المعروف بابن الحرستاني ﵀ (٥٧٧-٦٦٢هـ) . ٢- شيخ الشيوخ: شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الأوسي الدمشقي الأصل، ثم الحموي الدار والوفاة، الشافعي المذهب الأديب الإمام العلامة مجمع الفضائل وشيخ الشيوخ (ت٦٦٢هـ) . ٣- الحافظ الزين خالد بن يوسف بن سعد بن حسن بن مفرج أبو البقاء النابلسي ثم الدمشقي (ت٦٦٣هـ) . ٤- ابن البرهان العدل الصدر رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي حفص عمر بن أبي مضر بن فارس المضري الواسطي السفار التاجر المعروف بابن البرهان (ت٦٦٤هـ) . ٥ - الإمام الحافظ المتقن المحقق الضابط الزاهد الورع ضياء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي الأندلسي ثم المصري ثم الدمشقي (ت٦٦٨هـ) . ٦- زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن محمد

1 / 7

بن إبراهيم، مسند الشام وفقيهها ومحدثها الحنبلي الناسخ، (ت٦٦٨هـ) . ٧ - مسند الشام ابن أبي اليسر تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي الكاتب المنشئ (ت٦٧٢هـ) . ٨- ابن الصيرفي المفتي المعمر جمال الدين أبو زكريا يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح بن رافع الحراني الحنبلي المعروف بابن الحبيشي (ت٦٧٨هـ) . ٩ - الشيخ الإمام شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي ثم الصالحي الحنبلي (ت٦٨٢هـ) . ١٠ _الإمام العلامة الفقيه المفتي كمال الدين أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي (ت٦٥٠هـ) . ١١ _الشيخ الإمام العلامة مفتي الشام كمال الدين أبو الفضائل سلار بن الحسن بن عمر بن سعيد الأربلي ثم الحلبي ثم الدمشقي (ت ٦٧٠هـ.) ١٢ -الإمام فقيه الشام وشيخ الإسلام المشهور بالفضل والخير والإتباع أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاري الشافعي تاج الدين الملقب بالفركاح لنحف في رجليه (ت٦٩٠هـ) . ١٣ - القاضي أبو الفتح كمال الدين عمر بن بندار بن عمر التفليسي (ت٦٧٢هـ) . ١٤ - أبو العباس جمال الدين أحمد بن سالم المصري النحوي نزيل دمشق (ت٦٧٢هـ) . ١٥ - العلامة حجة العرب جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (ت٦٧٢هـ) .

1 / 8

ومن أشهر تلاميذه ١- الخطيب صدر الدين سليمان الجعفري. ٢- شهاب الدين أحمد بن جعوان. ٣- القاضي شهاب الدين الأربدي. ٤- المفتي علاء الدين بن العطار. ٥- ابن أبي الفتح. ٦- المزي. ٧- محمد بن أبي بكر بن إبراهيم القاضي شمس الدين بن النقيب الشافعي الدمشقي. ٨- خطيب داريا أبو الربيع الهاشمي. مؤلفاته كانت جهوده – ﵀– منصبة على الحديث وعلومه والفقه والتربية واللغة والتراجم والسير. ومن مؤلفاته: الكتب الحديثية: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج. رياض الصالحين. الأربعين النووية. خلاصة الأحكام من مهمات السنن وقواعد الإسلام. الكتب الفقهية: المجموع – منهاج الطالبين– الفتاوى – التحقيق– دقائق المنهاج– روضة

1 / 9